(1)
هذه الثورة قامت من أجل (الإسلام)، وخرجت لنصرته، وهي ترفع شعار (الحرية والسلام والعدالة). ثورة ضد العنصرية والتمييز العرقي. جاءت ثورة ديسمبر المجيدة من اجل تصحيح المفاهيم بعد ان شوه النظام السابق سماحة الاسلام وفضله واكتفى بشعارات كان يحملونها، ولكنهم كانوا يعملون خلافها، ليضيفوا لذنوبهم ذنباً آخر يتعلق بالنفاق.
يريد اعلام النظام السابق ان يعود من جديد بحجة دفاعهم عن (الاسلام) ، ليتسلقوا بهذه (الفضيلة) على كتوف الناس وليحتلوا قلوبهم التى جبلت ونشأت على فطرة الدين الاسلامي الحنيف.
عندما نرد على بعض الكتابات وندحض تلك الحجج، نفعل ذلك دفاعاً عن (الاسلام) ، الذي يتحدثون باسمه ، ويتعللون به ، وقد جربنا عملهم وحكمهم طوال (30) عاماً، فلم نجد منهم (شق تمرة) يتقون بها النار.
لقد قال المصطفى عليه افضل الصلوات : (اتقوا النار ولو بشق تمرة). ولم يقل اتقوها بـ(ما لدنيا قد عملنا) و (هي لله ..هي لله ..ما للسلطة ولا للجاه) ، تلك الشعارات التى لم يكن لكم منها (حبة خردل) من النوايا الصادقة.
الصراع بيننا وبينكم ليس على (الاسلام) ، وذلك لأنكم لا تمثلون تلك الفضائل ، ولم تكونوا جديرين بالحديث عنها ، ولا نملك نحن كذلك هذا الحق ايماناً بان كل من في الارض لا يرتقى لمرتبة ان يكون متحدثاً باسم (الاسلام) ،فقد بعث الـله سبحانه وتعالى رسوله محمد عليه افضل الصلوات بعد ان قال عنه (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ). ثم قال له من بعد ذلك : (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)… والحديث هنا للهداية عمن يحبه المصطفى عليه السلام – لا عن من يبغضه…وهو القائل له بجليل حكمته وعظيم تقديراته : (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).
(2)
محاولة تكفير الحكومة الجديدة ، او تجريد قوى اعلان الحرية والتغيير من (الاسلام) بتصيّد وبلورة تصريحات بعض الوزراء او قادة الحراك الثوري ، عمل قصد به استجداء الوجدان السوداني والتسول له بفضائل الاسلام التي لا تنكرها الحكومة الانتقالية ، ولم يكن قبل ذلك يعمل بها النظام السابق ، لأننا اذا جردنا اخفاقات النظام السابق سوف نجد ان اكثر ملف اخفق فيه وفشل هو ملف (الشريعة الاسلامية) وثوابت شعائرها وفضائلها ..فشلوا في ذلك اكثر من فشلهم في السياسة والاقتصاد.
ثار الشعب لأن النظام السابق شوّه الاسلام ،وافسد ، وعمل بالدين فقط بجزئية (ولا تقربوا الصلاة).
لقد دعت قيادات نافذة في النظام البائد الى (التطبيع) مع اسرائيل ، وخرج علماء الدين حينها وهم لا يرون جنحة في التطبيع مع اليهود..حللوا ذلك وبرروا.
وكان النظام السابق وهو في اعلى درجات قوته وعزته ، يكتفي بالدفاع بـ (النظر) عندما استباحت اسرائيل الاجواء السودانية واراضي ولاية البحر الاحمر…ولم يجد وزير الدفاع وقتها غير الدفاع بـ(النظر) لمجابهة تلك الاعتداءات .وشاعرهم يقول عن امتهم :(المغرور ندوسو ونعدموا الطنة ..شافنعا بيرى الموت في الركاب سنة).
كانوا يعرضون دبابتهم واسلحتهم الثقيلة وطائراتهم الحربية وتاتشراتهم القتالية على هزاع عزالدين وصلاح سنهوري وسارة عبدالباقي ومحمد عيسى ماكور واحمد الخير ومحمد هاشم مطر وعبدالسلام كشة ويكتفون بالدفاع بـ(النظر) امام الانتهاكات والضربات الجوية للسودان من العدو الاسرائيلي.
كانوا يرفعون شعار (امريكا ..روسيا قد دنا عذابها) ، وهم يتسولون باسم العزة والكرامة في الموائد (الخليجية) ليقبض رئيسهم (ظرف) فيه شيك مصرفي بـ(1000000) دولار، وهو الذي كان يرقص على انغام (بلادي أمان ، بلادي حنان وناسا حُنان..يكفكفوا دمعة المفجوع..ويبدّوا الغير على ذاتهم..يقسموا اللقمة بيناتهم.. ويدّوا الزاد حتى ان كان مصيرهم جوع..يحبّوا الجار..يموتوا عشان حقوق الجار).
وأنتم ترفعون شعائر الاسلام الآن وتنادون بها ، وتبكون على عزة استباحت ، وكرامة اهدرت ..ودين ضاع ، كان والى ولاية الخرطوم في العهد البائد يحلل ضربات اليهود الجوية لمخازن الذخيرة في مدرعات الشجرة ويردها بتصريحات مشهودة الى حريق اشعلته (ماكينة لحام).
(3)
أين كان الاسلام في نظامكم البائد والفساد يبلغ ديوان الزكاة لتأكل اموال الفقير والمسكين واليتيم.. لم يتركوا لا اخضر ولا يابساً حتى في الهيئة العليا الحج والعمرة…لاحقوا (سندوتشات) حجاج بيت الـله وغشوا فيها، وضربوا (ألبان) دار العجزة واطفال المايقوما.
اكلوا مال النبي ، وباعوا اراضي السودان في الاراضي المقدسة ..وضبط من بعد شيوخهم الذين كانوا يتحدثون باسم الدين بورع وسيماهم في وجوهم وهم يحولون مئات الالاف من العملة الصعبة لتركيا وغيرها…وكبيرهم الذي كان يدعو الى نصرة الدين ويخاطب جموع انصاره والدموع في عينيه دعمت القناة التي يرأس مجلس ادارتها بالعملة الصعبة لنصرة الشريعة الاسلامية التى تبين لنا الآن انها كانت في دعم (قناة طيبة).
(4)
بِغم /
قيادات المؤتمر الوطني ومنسوبوه سوف ينتهي بهم المطاف بعد الضيق والمحاسبات التي هم فيها الى ان يقول كل واحد منهم : (يا ريتو التمساح لو اكلني).
سوف يصلون لهذه المحطة قريباً.