راي حر
صلاح الاحمدي
حسن البنا. يهودي..(١)
بدأت ..القصة منذ مطلع القرن العشرين بعد ان وقعت البلاد الإسلامية في قبضة الاستعمار الذي بزل كل جهده في ان يظل العالم الاسلامي مختنقا غائبا عن الوعي متخلقا تتصارع فيه الخلافات كيلا تنتهي الي حلول يختلفون حتي لا يستطيعون ان يدركوا العصر الحديث الذي انطلقت فيه الدول الغربية نحو التقدم يفتحون ابواب الجدل حول اسباب تخلفهم فيعزوها البعض الي جمود الخطاب الديني ويتصدي لتلك القضية من يفتح أبواب جهنم لمن يقترب منها .كانت القضايا الشايكة التي أثيرت من وقتها حول المراة وزيها والبنوك واموالها والحكم وقانونيته خاصة بعد انهيار الخلافة العثمانية وما تركته من بعدها من خلافات هائلة استدعت ظهور جماعات تاخذ علي عاتقها مهمة الدفاع عن الاسلام وعودة الخلافة من جديد ومقاومة حركات الالحاد بعد تاسيس جماعات نشر الالحاد النوراني بتركيا الغريب ان كل مشكلات القرون الماضية والتي تمت مناقشتها تحت شعار تجديد الخطاب الديني ما زلنا غارقين فيها حتي هذه اللحظة وما زالت الوان ثوب المراة المسلمة تحتل جزءا هاما في الخلافات ومعها فوائد البنوك وطول اللحية وتقصير الثوب ومفهوم الجهاد وختان الاناث وتعنيف من يقترب من شخصيات قالوا عنهم لا مساس حتي انهم وضعوا حول معاوية بن ابي سفيان سياجا يحميه من ان يقترب منه احد بمقولة يزيد ولا تزيد .حتي تحول الامر بما يشبه كرة ضخمة من الثلج تتدحرج في المجتمعات العربية الاسلامية لتكون طبقات من التشدد الديني والإلحاد [: وصراعات مذهبية وطائفية استهلكت العقل العربي وخلقت حالة من الفرقة لم يستفد منها الا الحكومات السرية التي تقود العالم من وراء الستار لتكن مهمتها زرع نقطة خلاف جديد كل ما اقتربنا من الحل هل نحن غي حاجة لتجديد الخطاب الديني … هذا مصطلح في رايي انتهي منذ زمن طويل فنحن لسنا في حاجة لتجديده ولا تطويره لان هذا تم بالفعل منذ سنوات طويلة وتم وضع النقاط علي الاحروف علي يد علماء تولوا هذه القضية ارسو ا قواعد الخطاب الديني ولا نحتاج لمن يتحدث عن تجديده وانما نحتاج لتفعيل آلياته ويتمثل الامر ببساطة شديدة في تحديد الثابت وان هناك امورا لا مساس بها مثل الايمان بالله وملائكته وكتبه وورسله وبالقدر خيره وشره وبالرزق والحساب والبعث ومعهم اصول العبادات من اركان الاسلام الخامسة ما عدا ذلك كل الموجود متغير ومع التاكيد علي ان كل راع مسئول عن رعيته فالاب مسئول اولاده والحاكم مسئول عن الشعب والخلل دائما ما ياتي من الخلط بين الثابت والمتغير فلا يمكن ان نضع قضية مثل الختان متغير في خانة الثوابت فنحن لدينا ثلاثة انواع من الفقه هي فقه الاولويات وفقه المقاصد وفقه الملالات وكلها في خدمة الانسان ولكن الخلط بين الثابت والمتغير لم يعد مرتبطا بقضايا معيشية وانما اصبح الان هناك موجات من التكفير والالحاد والتشدد والفوضى التي تثيرها الجماعات الدينية المتصارعة علي السلطة لابد ان نحدد اسباب ذلك الخلط من نشأة تيارات مختلفة في أزمنة مختلفة تسببت في ذلك الخلط وإذا قمنا بتفعيل الخطاب الديني سنقضي علي تلك المشكلات التي بدات من نشاة التيار الوهابي الذي يري ان التجديد هو احياء القديم وهو تيار لم يدع لإصلاح المجتمع وتواجد في عدد من البلدان مثل تواجد التيار الدهلوي في الهند وهو يمت بصلة الي الوهابية وهناك اتجاه اخر المسئول عنه هو ابو علي المودوي وتغذي ايضا علي الوهابية ثم ظهر بعد ذلك تيار الاخوان المسلمين وهم ليسوا سلفيين ولا مودويين وانما هم كوكتيل من صنع بادارة انجليزية وصنعت معهم البابية والقاديانية والبهائية وجاءت صناعتهم متوافقة مع انهيار الخلافة العثمانية التي كانت تمثل بالنسبة للغرب المركز الذي انتهوا منه وكان لابد من صنع اطراف تتحمل وتمتص الصدمات في المجتمع الاسلامي ويتم تطويرها لاشاعة الفرقة والتطرف في المجتمعات الاسلامية وكل الحركات التي ذكرناها قامت علي فكرة طاعة الامام المطلقة فهو ملهم ولا يرد له كلمة فهو يستمد سلطنه من الله هذه الجماعات ساهم في نشرها وتدعيمها الماسونية الذين لا يؤمنون بدين سماوي وانما يؤمنون بمبادئ الحرية والإخاء والمساواة وكان تدعيمهم لتلك التيارات لخلق حالة من الاختلاف والتشدد والفوضي خوفا من اجتياح الاسلام لأوروبا والعالم الغربي فهم يخافون الاسلام وليس المسلمين فكان خلقهم للجماعات المتشددة والعنيفة ليثبتوا الصورة الذهنية لدي الغرب عن عنف الاسلام ورغم ان ابو الاعلي المودودي نفسه قد تراجع عن كثير من مواقفه الا ان اتباعه لم يتراجعوا وتأتي بعد ذلك الصوفية وخاصة النمط الصوفي المعاصر الذي ينقسم الي صوفية رجال الاعمال وصوفية المشايخ الدراويش والاثنان ليس لهما دور حقيقي ولا يستطيعان حمل راية التجديد والدعوة للتسامح نتابع