صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حسابات الربح والخسارة..

11

القراية ام دق

محمد عبد الماجد

حسابات الربح والخسارة..

(1) • لم يقدم الشعب السوداني كل هؤلاء الشهداء ، بدءاً من شهداء 28 رمضان في عام 1990م مرورا بشهداء سبتمبر 2013 حتى شهداء ديسمبر 2019 وما تبع بعد ذلك من مجزرة يوم 8 رمضان ومجزرة الإثنين (الأحمر) يوم 29 رمضان الماضي ليقارب العدد الكلي لهؤلاء الشهداء قرابة الـ (500) شهيد، هؤلاء لم يقدمهم الوطن ليحكم بالبندقية وصفا وانتباه والشعب السوداني (البطل) كما كنت!!. • في هذه المساحة لن نتحدث عن المنافع المعنوية والمبادئ المثالية التي يمكن ان تنعكس على السودان في جانب الحريات والروح الوطنية والأخلاق الرفيعة اذا تحقق للشعب السوداني حكومة (مدنية) تحكمه بعد عذابات 30 سنة من القمع والقهر والفقر والمرض والجهل، كان السودان فيها مهدداً من الأمم المتحدة ومنازعاً في حدوده من دول الجوار ومطارداً من الولايات المتحدة الأمريكية سياسيا واقتصاديا بسبب ما اقترفه قادة النظام السابق. • لن نتحدث عن ذلك الجانب المعنوي ولا حتى عن الجانب المادي الذي لا يرى بالعين المجردة في ظل حكم المجلس العسكري للسودان وانفراده بالسلطة حتى الآن أو اختياره لها. • سوف نحدثهم بنفس اللغة التي يتحدثون بها والتي لا تختلف كثيرا عن لغة الخبير الاستراتيجي عبدالهادي عبدالباسط الذي يظهر كمحلل وخبير أمني في قناة الجزيرة فيوشك ان يقول إن الشمس تشرق من الغرب وتغرب من الشرق بسبب مغالطته المضحكة والتي أصبحت مادة للتندر والسخرية من العامة ، شأنه شأن الذي خرج ونحن في أجيج وزفير النظام السابق ليقول للناس في قناة الحدث (بلادي انا بلاد ناساً تكرم الضيف) في الوقت الذي كان يموت فيه أبناء هذا الشعب بالذخيرة الحية التي كانت تطلق على الرؤوس العالية والصدور المنشرحة بحب الوطن.(2) • المخاطر التي تسبب فيها عدم مرونة المجلس العسكري وعدم اتفاقه مع قوى الحرية والتغيير تمثلت في العزلة الدولية التي أصبح مهدداً بها السودان ويمكن ان ينعكس ذلك على السودان بصورة لا تطاق في المستقبل القريب. • المجلس العسكري يتحدث عن الاستقرار والأمن ، وهو الذي عرض استقرار البلاد وأمنه لهوج الرياح بسبب عقوبات الاتحاد الأفريقي وما ينتظر ان يكون من الاتحاد الأوربي ومجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية ، حيث تنادي كل تلك الأجسام بالحكومة المدنية. • عليه فان (الحكومة المدنية) هي مطلب (دولي) وليس مطلباً (محلي) فقط ، تطالب بها كل المنظمات الدولية والقوانين والدساتير العالمية ، والمبادئ العامة للحياة الكريمة ، وتحقيق ذلك وتجسيده في الواقع السوداني سوف ينعكس على اقتصاد المواطن وسياسة الدولة.(3) • اذا تركنا كل تلك الأمور واتجهنا الى أمور داخلية وتفاصيل صغيرة على طريقة المجلس العسكري عندما برر إزالة (المتاريس) وروج لمخاطرها ، سوف نجد أن المجلس العسكري قطع (خدمة الانترنت) والتي تسببت بدورها لخسائر عظيمة تصل لـ (45) مليون دولار في اليوم الواحد حسب تقديرات البنك الدولي كما جاء في هذه الصحيفة أمس. • المجلس العسكري الذي يقول ان (الانترنت) يهدد الأمن القومي أراد ان يحمي بقطع الخدمة نفسه ..لأن التطور والنمو والحياة أصبح مرتبطا في كل دول العالم بالانترنت ، فكيف لنا ونحن في هذه العصر ..وفي ظل ثورة ترفع شعار السلمية وتلتزم بها ان يكون (الانترنت) مهدداً للأمن القومي ، ان ذلك الأمر لا يختلف كثيرا عن تصريحات وزير الدفاع السابق عبدالرحيم محمد حسين عندما تحدث عن الدفاع بالنظر ، وهو وزير للدفاع وليس راعياً للضأن في سهول البطانة!!. • لقد قال عضو شعبة الالكترونيات محمد الخير ادريس لـ (الشرق الأوسط) أمس الأول ان الخسائر الإجمالية في البلاد تقدر باكثر من مليار دولار ، مع ذلك فان المجلس العسكري يتحدث عن مضار (المتاريس) وكأننا في العصر الحجري متجاوزا للخسائر التي يتسبب فيها قطع خدمة الانترنت في عصر أصبح (الانترنت) فيه مرتبطاً بحياة الناس وتحركاتهم …عملهم وعلاجهم …علمهم وتواصلهم. • نلفت انتباه المجلس العسكري ان مواقع التواصل الاجتماعي تربط الاسر والناس خارج وداخل البلاد أكثر مما تفعله شبكة خطوط المواصلات العامة. • التواصل الآن اصبح بـ (الانترنت) ، والمجلس العسكري ما زال يحسبه في (بص الجريف) و(حافلات الكلاكلة القبة)…فلماذا تنظرون للمضار التي تسببها (قوى إعلان الحرية والتغيير) ولا تنظرون للمضار التي تسببها قرارات (المجلس العسكري). • لن أتحدث عن توقف الحياة العامة وتأثر النشاط في البلاد ..ولن أتحدث عن القطوعات المستمرة للكهرباء والمياه. • لن أتحدث عن الاستعدادات القصوى للقوات النظامية وتكليف خزينة الدولة الكثير من الأموال والجهد البشري الكبير. • ولن أتحدث عن إغلاق الجامعات منذ يناير الماضي وإضاعة عام دراسي كامل على طلاب الجامعات في السودان. • ولكن أقول ان توافق المجلس العسكري مع قوى إعلان الحرية والتغيير، وإعلان الحكومة المدنية سوف يكفي البلاد كل تلك (الشرور)، وسوف ينقل البلاد الى مرحلة تمثل (الحلم) للشعب السوداني العظيم. • وكما يقول محجوب شريف عن الشعب السوداني (انت تلقى مرادك والفي نيتك) ، ولنا ذلك بإذن الواحد القهار.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد