صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حزام أبو الجعافر

12

د. ناهد قرناص

———-

صباحكم خير _ ناهد قرناص

حزام أبو الجعافر 

الاستاذ الكاتب الكبير ( جعفر عباس) كتب مقالاً طويلاً حكى فيه قصة حدثت له عندما كان معلماً في مدرسة ثانوية للبنات ..(الاحداث جرت قبل الميلاد طبعاً لذلك لا داعي لذكر التاريخ بالضبط ) ..أبو الجعافر قال انه صادف شجاراً بين فتاتين من المدرسة في قارعة الطريق ..استخدمت فيه كل الاسلحة الناعمة من أظافر وشد شعر ..مدعمة بالقنابل اللفظية والصراخ ..فما كان منه الا أن أخرج حزام بنطاله ووقع ضرباً في البنات حتى توقف الشجار ..أبو الجعافر المسكين كتب هذا المقال ضمن الذكريات.. سرد أحداث كانت في تلك الحقبة من الزمن تعتبر عادية جداً ..ولم يخطر بباله ان الأمر سيحدث هذه الضجة ..فهو يعلم تمام العلم ان الحال لم يعد ذاك الحال ..وان زمن (ليكم اللحم ولينا العضم ) قد ولى الى غير رجعة .. كاتبنا المحبوب نال ما نال من (الردم ) الاسفيري ..هذا غير الذي أتوقع انه تلقاه في البيت من ابنته مروة وأمها ..(اللهم يسر أمره فهو مغلوب على أمره ) ……ولا مجال لنا الا أن نقول له ( غلطة الشاطر بألف).

حزام أبو الجعافر أوحى لي بفكرة عبقرية ..وأرجو أن يتسع صدر القارئ لي ..وان يجد لي العذر ان وجد فيها بعضا من الشطح ..ذلك أنني أعاني الأمرين ..(سخانة وكهرباء قاطعة )..مما جعلني (مرة أسرح ومرة أشرح ومرة تغلبني القراية ) ..الفكرة تبدأ بسؤال ..ماهو العقاب المفترض ان ينزل على أي شخص تمت تكلفته بمهمة وفشل في أدائها ؟؟ يعني هل يكفي ان ننتظر استقالته ..او تتم إقالته ..ومن ثم يذهب الى بيته هكذا ؟ …تلك اللجان التي تم تشكيلها لحل مشكلة الكهرباء ؟ لحل مشكلة الوقود ؟ الرغيف ..الغاز ..المياه ..الخ الخ ..أين هي وما هي آخر المستجدات عندهم ؟ ..

لا لا أطالب بعقوبة الجلد ….العنف الجسدي ولى زمانه حقاً ..وعقوبة الجلد ..لا يكمن تأثيرها في الألم الجسدي فقط ..ولكن يمتد حتى الدواخل فيؤثر في النفسيات لذلك تم تحريمه وتجريمه في المدارس.. وصارت العقوبات بين التنبيه والحرمان والايقاف ولا تتضمن الاذى الجسدي …لذلك لن نرجع الى الوراء ونطالب بجلد كل من اخفق في أداء مهمته ..لكن في المقابل أيضاً (قصة الاقالة الاستقالة دي ما جايبة حقها معانا ..ولا تبرد جوفنا)..أنا أطلب بعقوبات رحيمة تواكب العصر والمدنية.

مثلاً.. السادة المسؤولين عن توفير الكهرباء هذه الايام ..والذين يرسبون في الامتحان كل سنة ..رغم ان الامتحان مكشوف …ويعاد ب(ضبانته) كل عام ..فالصيف يأتي في موعده ولم يحدث ان أخلف ذلك الوعد ولم يحدث ان تم اعفاءنا مرة من ارتفاع درجات الحرارة ..رغم ذلك كل عام نعاني ما نعاني من شح الامداد ..وهذا العام كان السقوط في كل الامتحانات (الشتوية والخريف) .. لو كان الامر بيدي ..لألزمتهم بنظافة العاصمة القومية بأنفسهم ..اما ناس الموية ..عليهم جمع النفايات ..وإحراقها او التخلص منها ..وهكذا ..

الامر أيضاً يصلح للحقائب الوزارية ..يعني حينما يتم اذاعة اسم أحدهم لتولي حقيبة الوزارة الفلانية ..وعند ذهابه لأداء القسم ..في العادة يتم تقديم عقد له بمخصصاته والامتيازات التي ينالها ..نرجو إضافة شرط جزائي في العقد يتم من خلاله وصف الخدمة المجتمعية التي يجب عليه القيام بها في حال فشله في ادارة شؤون وزارته ..الشروط الجزائية تتراوح بين ..نظافة ..جمع نفايات ..تشجير ..قيادة حافلات النقل العام .. تنظيم الصفوف في الأفران ..يرجى التنويه الى ان العقوبات الرحيمة فقط لمن يفشل في الأداء ..أما ناس الفساد والاختلاس وسرقة المال العام اعتقد أن حزام أبو الجعافر يجوز في هذه الحالات ..وهو أفضل من ملئ السجون بهم في انتظار النطق بالحكم وسماع شهادة الشهود ..والاستئناف والنقض وايه مش عارف ايه ..أنجز بس (مع حزام ابو الجعافر ..مافيش وقت عشان تعافر).

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد