جاء في الأخبار ان جميع هيئات الدفاع عن المتهمين من قيادات النظام المخلوع تطلب من ادارة سجن كوبر مقابلتهم بصورة جماعية، الامر الذي جعل ادارة السجن ترفض هذا الطلب ، وأن يُقابل كل متهم على انفراد ، الامر الذي دفع احد المحامين بالاتصال بقاضي المحكمة العليا لانقلاب البشير ، واعطى التلفون لمدير السجن وأمر القاضي مدير السجن بالسماح لمحامي الدفاع لمقابلة المتهمين جماعياً ، وبالفعل تم ذلك وكان الامر اشبه باجتماع حزبي تعالت فيه الاصوات والهتافات وكشف المصدر حسب (المحور ) ان قيادات النظام البائد اصبحت تجتمع بالرئيس البشير بصورة طبيعية فبعد ان كانت الأذونات تأتي من وكيل النيابة اصبحت الان تأتي من القاضي مباشرة .
وكنا نعلم ان محاكمة قادة انقلاب (٨٩ ) ماهي إلا مسرحية وأكذوبة مفضوحة ، تعمدت الجهات الحكومية والقضائية ان تقدم عروضها متواصلة ، لخدع الرأي العام بدعم ومباركة من بعض قيادات في الحكومة الإنتقالية ، وبرعاية وإشراف تام على ادق تفاصيلها ، لكن ماكنا نعلم ان تصل عروض المسرحية الي الاستخفاف بالعقول الي ان يكون قاضي المحكمة يسمح لنفسه بالتواصل مع المحامين خارج قاعة المحكمة ليطرح نفسه قاضيا ووكيل نيابة ومدير سجن في غياب تام للجهات العليا المسئولة عن القضاء ، هذا الذي يعني أن القاضي يعلم ما يدور في السجن ومايناقشه المتهم خارج اروقة المحكمة بالتالي يعلم ماسيقوله له ، فاذا كان القاضي على اتصال بالمحامي الذي يتواجد بداخل السجن إذا ما الذي يمنعه ان يكون على تواصل مع هذه القيادات ومع البشير نفسه ، تلك المكالمات التي ربما لاتناقش قضية انقلاب ٨٩ لكنها قد تناقش قضية انقلاب ٢٠٢١ ايضاً .
وقيادات الفلول داخل كوبر تدبر لتخريب الاقتصاد ولزعزعة الامن والاستقرار ولإشعال نار الفتنة بين مكونات الثورة ولتكثيف جرعة الشائعات بصورة مخيفة قيادات تمتلك هواتف ذكية تربط بينها وقواعدها خارج السجن وحتى خارج السودان وقبل يومين كشفت لجنة ازالة التمكين ومكافحة الفساد عن ضبط 20 هاتف مع قيادات النظام البائد المحبوسين بسجن كوبر، ولفتت لاتصالات تمت بين قيادات النظام البائد من داخل السجن بشخصيات داخل وخارج السودان بهدف قيادة عمل تخريبي ضد الثورة .
وقال عضو اللجنة وجدي صالح في مؤتمر ان بعض الاتصالات تمت بين رموز النظام السابق واشخاص داعمين للثورة والحكومة الانتقالية واوضح أن أبرز الشخصيات الذين تم ضبط الهواتف معهم رأس النظام السابق عمر البشير ود. نافع علي نافع وعبد الرحيم محمد حسين وعثمان يوسف كبر وإبراهيم غندور وكمال عبد اللطيف وآدم الفكي وعبد الباسط حمزة ، وهواتف مع قيادات النظام المخلوع نبهنا لخطورتها هنا في هذه الزاوية منذ العام ٢٠١٩ تحت عنوان ( البشير اون لاين ) وقلنا ان المخلوع ان كان له هاتف ذكي داخل السجن فهذه يعطيه فرصة للتواصل مع جميع الفلول داخل وخارج الوطن ويمكن ان يخطط ويدبر الكثير الخطير كما ان هاتف ذكي يمكن أن تتم عبره ادارة اضخم الاموال وعمليات التمويل لكن للأسف لم ينتبه لهذا الحديث احد وأصبح الجميع أون لاين واصبحت الهواتف تتكاثر كما يتكاثر الباعوض في بركة مياة لتأتي لجنة التفكيك وتقوم بجمعها بعد( خراب سوبا ).
وقيادات مخلوعة تتواصل مع قضاة المحاكم هذا يعني ان الجهاز القضائي كله في (جيبها) فقاضي المحكمة هذا أكرم له ان يحترم تاريخه ان كان له تاريخ ويتقدم باستقاله ، وان تمادى يجب ان تتم اقالته فوراً إن كان هناك جهات عليا تسمع وتعي مانقول، فالقاضي المنتمي لحزب البشير عار على الجهاز القضائي في حكومة الثورة ليس لانه يتواصل مع المتهمين ويعِد معهم الطبخة في السجن ويقدمها لهم على طبق من ذهب في المحكمة ، لكن لأنه اساء لهذا الجهاز المهم الذي إن اختل ميزان العدل فيه مالت معه كل القيم والمبادئ وان فسد القضاء فسد المجتمع بأكمله ، كما انه يجب ان يتم تفريق المتهمين في سجون اخرى متفرقة ، بعد ان تشدد عليهم الرقابة وتمنع منهم اجهزة الاتصال وذلك بعد ان تُحمل ادارة السجن المسئولية كاملة وإلا ان تكون شريكة ومتواطئة تستحق المحاسبة فمدير سجن كوبر ان كان لايستطيع إيقاف هذا الذي يحدث وفورا فيجب ان يغادر مكانه فكيف له ان يكون متفرجاً و(صالون البشير ) يعج بالاجتماعات والهتاف ، اما يكفي البشير ورفاقه الذي فعلوه بهذا الشعب ، ألم يتعظوا ويتوبوا الي الله الذي جردهم من ملكهم وجعلهم في هذا المكان اما آن الآوان لهم ان يطلبوا عفو الله وغفرانه ؟
وماسبق ذكره يكشف عن ضعف وهوان وتساهل كبير من الحكومة الانتقالية التي تثبت كل يوم ان هذا الوطن مازال في قبضة الفلول قياداتهم واتباعهم ، هذه القبضة التي تخنق المواطن امنيا واقتصاديا وسياسيا ، فمؤسف ان نتحسس شعار الثورة يوميا ، و نجد أننا لم نتمتع بالحرية ولم نبلغ السلام ولم تتحقق العدالة كيف يحدث ذلك والبشير مازال يرأس ( جمهورية سجن كوبر ) ؟!