صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

جريدة لندنية تكشف مايحدث يوميا جنوب الخرطوم في ظل انقطاع الكهرباء والإنترنت

6

الاماتونج ـ العرب اللندنية

مع حلول الليل يسارع أهالي أحد الأحياء في جنوب الخرطوم إلى تحضير منصة يعتليها قادة التظاهرات لعرض آخر المستجدات المتعلقة بحركتهم الاحتجاجية. ووسط أزمة انقطاع الكهرباء والإنترنت والإجراءات الأمنية المشدّدة، لم يبق أمام أهالي حي جبره سوى وسائل قليلة لتنظيم الاجتماع الذي اجتذب العشرات من أهالي الحي.

وخلال بضع ساعات، أحضرت مولدات الكهرباء وثبّتت مكبرات الصوت وصفّت الكراسي البلاستيكية فيما صوبت مصابيح السيارات أضواءها على المنصة التي سيوجه منها قادة الاحتجاجات كلماتهم. وأقيمت حواجز لتأمين مداخل المنطقة.

وقال مجاهد عبدالنبي، الذي كان يحضر التجمع، “الحملة تبقينا مطلعين على أي مستجدات تطرأ على الوضع في السودان”.

وفي 3 يونيو فض مسلحون بلباس عسكري الاعتصام في هجوم خلف العشرات من القتلى وأثار استنكارا. وتوقفت الاعتصامات منذ ذلك الحين، وخصوصا مع تعزيز انتشار “قوات الدعم السريع” في أنحاء الخرطوم.

ويتهم المتظاهرون قوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، بأنها هي التي قامت بفض الاعتصام.

والمجلس الذي كان قد تعهد سابقا بعدم فض الاعتصام، نفى أن يكون قد وجه أوامر بالقمع وأن هدف العملية كان مختلفا تماما وهو طرد “المجرمين” من قطاع يسمى كولومبيا، حيث كان يتم بيع وتعاطي المخدرات قرب موقع الاعتصام.

وبدأ الأسبوع الماضي قادة الاحتجاجات من تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير في تنظيم تجمعات يومية متزامنة لإعادة إحياء حركتهم.

وقال وهيب محمد سعيد الناشط في التحالف “نريد فقط أن نستمر في التواصل مع الناس والتصدي للتعتيم الذي يفرضه المجلس العسكري”.

وقبيل كلمته في حي جبره، شرح أن الدعوة إلى التجمع توجه عن طريق الرسائل النصية وبالتواصل الشفهي بين الأهالي. وفي تلك الأثناء بدأ المتظاهرون بإطلاق هتافاتهم مرددين بإيقاع “حرية.. سلام.. عدالة”.

وقبل أن تقطع السلطات الإنترنت كان يتم الإعلان باستمرار على الشبكة عن تجمعات ومسيرات مماثلة جذبت الآلاف.

وقال سعيد “طالبنا بإعادة خدمة الإنترنت من ضمن شروط استئناف المفاوضات”. وانهارت المحادثات بين قادة الاحتجاجات والمجلس العسكري قبيل فض الاعتصام.

ووافق الطرفان مؤخرا على جهود وساطة يقودها رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد. ويقول قادة الاحتجاجات إن الوساطة مشروطة بإطلاق سراح جميع الموقوفين وضمان الحريات. لكن رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان دعا إلى استئناف المفاوضات “دون شروط”.

وقال سعيد “إذا فشل كل شيء سنواصل التصعيد بالسبل السلمية ومنها العصيان المدني”.

والأسبوع الماضي، نزل المئات من المتظاهرين إلى الشارع مجددين مطالبتهم بحكم مدني في العديد من الولايات (المحافظات) السودانية ومنها أم درمان، المدينة التوأم للخرطوم.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد