ليس هنالك موطئ حس في القلب إلا وثمة جرح قابل للانفجار..
الجرح لغم.. وليس أي لغم..
هنالك ألغام يعمل خبراء الألغام والقنابل على حل شفرتها..
غير أن الجرح في كل الحالات هو جرح لا محالة.. لا مجال لمغادرة الجرح إلا بالفرار.. والحب لا يؤمن بالفرار.. ولا يتخذه طريقاً للنجاة..
تختلف الآلام على اختلاف مدى الإصابة وطريقتها.. فالإصابة من قبل الحبيب أو الصديق ليست مثل تلك التي تأتي من العدو..
والإصابة التي تظهر لك معادن الأقرباء تعتبر من قبيل الضار النافع..
وهكذا..
الصوت الذي يخرج من فوهة الصمت.. يصدر قوياً بحجم الحرمان والكتمان.. جريئاً على قدر الكبت والضيق.. شجاعاً لا يقبل المساومة..
والبكاء هو أسهل طرق التعبير عن الوجع..
هنالك لحظات نشتهي أن نسمع فيها صوت أناتنا.. نرجو الدمع أن يستر عورة عجزنا فيأبى ويشيح بمائه بعيداً عن أعيننا..
ولحظات أخرى من الفرح ندخرها للحظة من الحزن آتية..
وأوجاع نظن أنها النهاية فنرى النصر يلوح على هيئة ابتسامة من العميق..
نحمد الله ونصلي شكراً له.. على نعمه التي لا تحصى ولا تعد..
فالمصيبة ولت بعيداً..
أما مصيبتنا هذه الأيام فهي لا محالة مصيبة من نوع آخر.. فالجرح ليس جرح قلب..
الجرح جرح وطن.. وما أقسى الغربة في قلب الوطن.
خلف نافذة مغلقة:
أرجو لأبنائي وطناً يؤمّن لهم من خبز الكرامة ما يشبع جوع الغرباء لنهش أجسادنا.. وكبرياء لا يموت..
أهديكم بصوت )العطبراوي(..
أنا سوداني أنا..