صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

تناكِر وكرجاكات..!!

12

———-

بلا أقنعة _ زاهر بخيت الفكي

تناكِر وكرجاكات..!!

من الحُلولِ العبقرية التي جاء بها علي محمود وزير المالية في عهد الإنقاذ لو تذكرونه ، بعد اجتهاده المُضني في إيجاد حل للمُشكلة الاقتصادية المُستعصية والتي أثّرت كثيراً على حياة الناس وقتها أنّه خُرج على الناس بجرأة يُحسد عليها في ذاك الزمان البئيس وأوصاهم بأكل الكسرة للخروج من الضائقة التي يعيشونها ، وأظن أنّ وظيفة الرجُل الكبيرة ، وما تحمله في أحشائها من رفاه باعدت بينه وبين واقع الناس ، الذي خرجت منه الكسرة بمطلوباتها من بيوت الفقراء ، وأصبّحت بتكلفة صناعتها العالية في حال توفُّر جميع مُكوناتها وجبة لا وجود لها إلّا في موائد الأثرياء ، وما اصطفاف الناس في المخابز إلّا للهروب من صناعة الكسرة المُكلِّفة ، وفاقد الشئ عزيزي القارئ لا يُعطيه.

حل عبقرئٌ آخر لأزمة المياه المُستفحلة في ولاية الخرطوم على يد كفاءات ما بعد الثورة المجيدة ، وقد جاءونا بحلٍ ناجعٍ ونهائي لا يقل أهمية عن حل علي محمود تمثّل الحل في توزيع المياه بالتناكر للأحياء المُتأثرة بالعطش في (الخُرطوم) ، نعم في الخُرطوم التي يجتر أهلها دوماً في ذكرياتهم القديمة حكاية غسيل طُرقاتها بالمياه النظيفة في ستينيات القرن الماضي ، انعدمت فيها المياه اليوم إلى درجة لم تجد فيها الدولة من حلٍ سوى التكرُم مشكورة بإرواء مواطنها عبر التناكر ، وتوزيع المياه على العطشى منهم بواقع برميل كامل لكل أسرة.

لم نُصدِّق في البداية هذا الخبر المُدهش ونسبناه إلى جُملة أخبار الوسائط التي غالباً ما يأتِ من يُكذبها بعد أن يتناولها الرأي العام ويطرُق عليها بالنقد العنيف ، واتضح لنا أنّ الخبر صحيح وقد تصدّر أخبار الصُحف ، وما دعانا للكتابة عنه والسخرية منه أنّ الحل جاءت بواسطة لجنةٍ مُكونة من كبار القوم ومن بينهم السيد والي الخرطوم أيمن نمر ، افرح يا مواطن وقد جاءك الحل يسعى وجاءتك المياه في مكانك ما عليك سوى تجهيز البرميل (إن) استطعت إلى الوصول إلى سبيلا ، والانتظار مع التجمُّل بالصبر الجميل في حال أن تأخر عليك التانكر لا قدر الله بسبب انعدام الوقود أو انقطاع الكهرباء في محطة المياه ، وما أكثر الأسباب المُعيقة في ولاية أنت أعلم بحالها عزيزي المواطن.

لن تُصيبنا الدهشة غداً (إن) جاء من يُحدثنا عن عزم هيئة المياه في إنشاء آبار للشُرب في طرف كُل حي من أحياء الخُرطوم لينشِّل منها المواطن بالدلو ما يكفيه من مياه ، ويكون على الإدارة الدور الإشرافي والجبايات ، أو رُبما يأتِ عبقرئ آخر بفكرة (الكرجاكات) والتي تُعتبر أكثر حداثة في طريقة استعمالها من الدلو ولكل حي كرجاكة أو اتنين حسب الحاجة وتنتهي المُشكلة ، وينعم قادة هيئة المياه بالهدوء والراحة والاستمتاع بما توفره لهم وظائفهم من مُخصصات.

لا حول ولا قوة إلّا بالله.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد