(1)
> عندما اختلف مع زوجته وتشاجر معها – أخرجت الزوجة تلفونها (سامسونغ غالاكسي إس 10 بلس)، لتمسح على شاشته بالسبابة، وهي تنظر له بطرف عينها.. تمسح عليه بسرعة متناهية..تشبه سرعة (محمد صلاح) في الهجمة المرتدة.
> قالت لزوجها وهي تتحدث معه بلغة عسكرية حادة، مهددة له أنها سوف تضرب لخالها الفريق ركن في الجيش لتخبره عن المشكلة.. وستحدث عمها الطبيب في الولايات المتحدة الأمريكية، وستخبر والدها فريق معاش في الشرطة.. ستحدثهم جميعاً، وإخوانها التسعة في روسيا وكندا وإنجلترا والسعودية والإمارات وتركيا.
> لن تترك أحداً..ستهاتف ابن خالتها في مطار الخرطوم الدولي، وابن عمتها في جهاز الأمن والمخبارات الوطني، وقريبها السفير عبد الله.
> كانت تقول له ذلك، وهي تقصد إرهابه.. سأحدث زوج أختي المهندس الكبير في الكهرباء.
> ستخبر الحلة كلها..سيد الدكان.. وسيد اللبن.. وبتاع الخضار.
> العمدة.. ومؤذن الجامع..وإمام صلاة الجمعة والمأذون وحسان ود السرة.
> لن أتركك..كانت تقول له ذلك وهي تتغنج.
> زوجها كان يرجف كلما أعلنت اسم من أسماء قرائبها..هو يعرف أهلها جيداً (إيدهم واصلة ولسانهم طويل) ـ سبق وأن اختلف معها، فوجد توبيخاً وتحذيراً شديد اللهجة من أسرتها.
> قبل أن يضع طاقيته على رأسه.. توافدات السيارات الفارهة للمنزل.. العم والخال والوالد وأبناء العمومة.
> منهم من كان يلبس العمة والجلابية ومنهم من جاء بالزي الرسمي، بعضهم أتى والشرر يتطاير من عينيه.
> في ظرف ربع ساعة كان المنزل محاطاً بأكثر من (15) عربة، كلهم أتوا ليعرفوا المشكلة شنو؟..والحاصل إيه؟.
> وهم في هذه الأثناء..وصل (لوري) يحمل في جوفه ناس الحلة، كلهم كانوا ينددوا ويشجبوا ويستنكروا موقف الزوج، قبل أن يعرفوا المشكلة (مكانها وين).
> والوضع بتلك الصورة، جاء الطفل الصغير من الداخل وهو في رهبة من هذا السيل البشري الذي يتدفق على بيتهم.
> الطفل الصغير سأل والده: بابا دا شنو؟…فقال له والده : يا ابني دي (الدولة العميقة) وهو يشير الى زوجته وهي مازالت تتحدث بموبايلها الـ(سامسونغ غالاكسي إس 10 بلس) مستنفرة أهلها للمزيد من الحضور.
(2)
> الزوجة المتسلطة عندما تذهب الى بيت أهلها..بتقفل (السكر) في الأدراج.. وتخفي (الشاي)، وتدس (اللبن)..وتشيل (الريموت كنترول) معاها.
> لن يكون متاحاً لزوجها في البيت إلّا متابعة تلفزيون السودان القومي!!.
> الزوجة المتسلطة عندما تذهب الى بيت أهلها ..بتخلي (التلاجة) خالية إلّا من (جركانة موية) حائرة..وترفع (مفاتيح) الدولاب فوق (تفتش سماء أرض ما تلقاهم)..تدس (المكوة)..وتحذرك من تشغيل (المكيّف).
> الزوجة المتسلطة..بتشيل منك (مرتبك بربطته) – بالكامل كدا (أول ما تقبض) ولو فيه عشرة جنيهات مقطوعة ترجعها..وتلزمك تمسك (الشافع) عشان هي صائمة وعاوزة تنوم.
> تركب (الستائر) الرجال قوامون على النساء – ولو في (لمبة) حرقت الساعة 2 صباحاً.. تقوم من نومك عشان تغيرها.
> الزوجة المتسلطة..تشاهد (المسلسل التركي)..وبعده بيكون عندها برنامج في ام بي سي – لو عندك مباراة كرة قدم تتابعها في موبايلك.
> الزوجة المتسلطة بتفتش موبايلك..وجيوبك.. وعربيتك!! وكل ما تطلع تضرب ليك عشان تقول ليك (جيب معاك لبن).. وهذه الأيام تضيف مع طلباتها (بيتزا) و(بطيخة)..تفعل ذلك حتى لو كنت في دافنة في مقابر أحمد شرفي.
> الزوجة المتسلطة..موبايلها دائماً في الشاحن..لا عليها إذا كان تلفونك قاطع شحن.. وأي مرسال ليك للدكان بقولوا ليك جيب معاك (رصيد).
> الزوجة المتسلطة ..(فولك) البتجيبو معاك (كعب)..(البطيخة) البتجي شايلها (ما حلوة).. و(لبنك)..(بتقطع)..و(لحمت) كلها (عضام).. وخضارك (غشوك فيه).
> الزوجة المتسلطة إيدها كلها (دهب) من هنا لي هنا.. وزوجها شايل تلفون 3310.
> الزوجة المتسلطة هي (الدولة العميقة) ذاتها!!
(3)
> لمن تلفونك يضرب..تتطلعه..تعاين ليه، تتضايق، وتمشي بعيد وتتقطر عرق.
> ترجف.. وتصر وشيك وتفتح التلفون، وتقول :
> حاضر!!.
> جداً!!.
> نعم!!.
> ما في مشكلة!!.
> تمام!!.
> تسلمي يا (روحي)!!.
> ها..ها ها ها ها!!!.
> ذلك بدون قطع شك يعني إنك بتتكلم مع (الدولة العميقة).