صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ترمب تحت الرصد

17

لاجل كلمة

لينا يعقوب
ترمب تحت الرصد

‏‏‏‏
أستاذ في جامعة أمريكية، تمت استضافته أمس في إحدى القنوات، اختصر تحليله حول استعادة الديمقراطيين لمقاعد مجلس النواب في الانتخابات النصفية الأمريكية بالقول “شخصية ترمب فقط”..
بعيداً عن سياسات الرجل الخارجية التي وجدت ممانعة من بعض الداخل الأمريكي، كانت سياساته الداخلية ومواقفه الغريبة، بل والمضحكة في أحيان، محل انقسام الجمهوريين أنفسهم..
فرغم ما تحظى به الانتخابات، من اهتمامٍ عالميٍّ واسع باعتبارها مؤشراً قوياً لقياس مدى نجاح الرئيس في منصبه بعد عامين من تسلمه الحُكم، إلا أن التصويت بالنسبة للناخب الأمريكي يهتم أولاً ببرنامج الرئيس لحامل الجنسية الأمريكية وما يقدمه من خدمات وإغراءات من صحة وتعليم وخفض ضرائب، أما السياسات الخارجية فقد تأتي لاحقاً وقد لا تأتي..!
صورة ترمب اهتزت على مدى عامين منذ أن بدأ الإعلام الأمريكي يُركِّز على تعامل الرجل مع زوجته وكيفية تجاهلها وتهميشها بعد أسبوع من الرئاسة، لتتبعه المشاهد والمشاكل يوماً بعد آخر..
فلم تقف فقط في استخدامه طرقاً غير مشروعة في حملته الانتخابية، والتي تكشَّفت خلال الأشهر الماضية، ودخوله في علاقة غير شرعية مع ممثلة أفلام إباحية؛ إنما امتدت داخل حكومته بعد أن كثرت الاستقالات والإقالات في فترة وجيزة.
تهديداته بنشر آلاف الجنود لمنع قوافل المهاجرين من دخول أمريكا، واعتقال من يدخل حدود الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية، فضلاً عن وضع الأطفال داخل الزنازين، أكملت الصورة القاتمة حول “فظاظة” الرئيس الأمريكي.
أما خارجياً، فكانت الحرب التجارية مع الصين والاتحاد الأوروبي، والجدار الذي ينوي إقامته مع المكسيك، ونسفه للاتفاق النووي مع إيران، ومساندته كذلك حرب اليمن، وموقفه من قتل خاشقجي؛ جعلت الضغوط تحيط به من كل جانب.
أما تعامل ترمب مع الإعلام الأمريكي وافتعاله المشاكل مع الصحفيين – حتى أمس – قلَّلَ من قبوله وسط فئات عديدة.
في عام 2010، وأثناء تغطيتنا للانتخابات النصفية في الولايات المتحدة – بدعوة من الخارجية الأمريكية – كانت النتائج مماثلة لكن بالعكس..
الجمهوريون يسيطرون على مجلس النواب، والديمقراطيون على مجلس الشيوخ..
وهذا الانقسام، ظل يُكسب “الإدارة الأمريكية” قوتها بعد أن تتوزع السيطرة بين الحزبين بدلاً من أن تكون في حزب واحد..
شعور أيٍّ منهما أنه مراقب من الآخر، وفي منافسة دائمة تعني أن لا استكانة لأربع سنوات كاملة لقياس مدى النجاح والفشل.. هذا الأمر ظل عاملاً مؤثراً بأن تكون الانتخابات النصفية مهمة، حتى إن قل الناخبون في الإقبال عليها..
فرغم سوالب ترمب، لكنه أقلق المواطنين الأمريكيين خاصةً المهاجرين، حيث أصبحوا أكثر وعياً وإداركاً لأهمية المشاركة في الانتخابات.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد