للعطر افتضاح
د. مزمل أبو القاسم
ترفعوا.. واهتموا بالأهم
* لا ندري سبباً وجيهاً يبرر ية العالية، والحِدَّة غير المبررة، التي تعامل بها مكتب معالي رئيس الوزراء مع الخبر المتعلق بامتناع إحدى بواخر الوقود عن تفريغ كامل شحنتها، بسبب عدم سداد كل قيمة الشحنة.
* خاض المكتب معركة في غير معترك مع الموقع الذي أورد الخبر، لكنه لم يفلح في نفي جوهره، لأنه متعلق بجزئية محددة، تتحدث عن أن رئيس الوزراء أمر بالإبقاء على الباخرة إلى حين تفريغ كامل الشحنة، والتأكد من سداد كل قيمتها.
* كل البيانات التي تناولت الخبر مثار النزاع لم تفلح في نفي تلك التفاصيل، بل تجنبت الخوض فيها.
* لا ندري كيف يمكن أخذ تلك الجزئيات على محملٍ سلبي، طالما أنها أوضحت أن رئيس الوزراء حرص على تفريغ السفينة لكامل شحنتها، وأمر بمعالجة أي قصور صاحب سداد القيمة المالية لها فوراً؟
* بأي منطق يتم تصنيف ذلك النشر بأنها سلبي، ويسعى إلى دمغ رئيس الوزراء بالتقصير؟
* الخبر المذكور إيجابي في مجمله، ويشير إلى أن معتز موسى، الموصوف بالديناميكية وسرعة اتخاذ القرار، حافظ على النهج نفسه الذي بدأ به عمله في رئاسة الوزراء منذ اليوم الأول، فلماذا يفتعل مكتبه معركةً في غير معترك مع الموقع الذي نشر الخبر؟
* ما الداعي إلى تضخيم الأمر باستخدام عبارات مُفخَّمة لا تعكس الواقع، ولا تتناسب مع الحدث، ليتحدث بها المكتب عن )عدم مهنية الموقع وسعيه لتخريب الاقتصاد الوطني( وما إلى ذلك من اتهاماتٍ لا يوجد في الخبر ما يسندها أصلاً؟
* الخوض في تفاصيل صغيرة لا يتناسب مع مكانة الجهة التي يمثلها المكتب، لأن مهامه ينبغي أن تتعلق بالقضايا الكبيرة، والمواضيع الحيوية، وليس بالخوض في جدلٍ عقيم مع أحد المواقع الأخبارية، حول أسماء مراسليه وهوياتهم وسلوكياتهم السابقة وخلافه.
* ليس مطلوباً من الموقع أن يفصح عن هوية من أمدوه بالخبر، والقانون يمنحه حق الاحتفاظ بسرية مصادره، سيما وأن الخبر نفسه لم يكن خطيراً على الاقتصاد، ولا يحوي نشراً سالباً يستدعي الغضبة الضارية التي صاحبته.
* الحساسية العالية تجاه الإعلام غير مطلوبة، خاصةً من رئيس وزراء شاب، نال من الإعلام دعماً كبيراً، وسنداً مؤثراً، لم يتأتى له حتى من حزبه ه.
* معتز نفسه تعامل مع الإعلام بطريقة مسئولة، وحرص على اصطحابه معه في كل زياراته التفقدية، وأفسح له حيزاً في اجتماعات مجلس الوزراء، فنال فعله التقدير الذي يستحقه.
* ذات السلوك الحاد حدث في البرلمان قبل فترة، بتضخيم واقعة صغيرة، اتصلت بخبر يتحدث عن كلفة تركيب نظام متابعة جديد في القاعة الرئيسية.
* تطور بأمر مدير مكتب رئيس البرلمان ليصل حد منع الصحافيين من حضور الجلسات وتغطيتها.
* تحولت الحبة إلى قبة، لأسباب غير مبررة، ووجد رئيس البرلمان نفسه في معركة انصرافية مع الإعلام، برغم أنه يحظى بتقدير عالٍ واحترام شديد من كل الصحافيين.
* مطلوب من مكتب السيد رئيس الوزراء أن لا يشغل المسئول التنفيذي الأول في الدولة عن مهامه الجسام بمعارك جانبية، ونزاعات صغيرة، تبدد الوقت والجهد في ما لا يفيد.
* ترفعوا عن الصغائر، واهتموا بالأهم، فرئيس الوزراء لا يمتلك وقتاً فائضاً يهدره عليها.