اعتبر تجمع المهنيين السودانيين، اليوم الجمعة، أن ما جاء في المؤتمر الصحفي للمجلس العسكري الانتقالي هو “أحد أساليب الخداع ومسرح الهزل والعبثية، خصوصًا من النظام الحالي الذي بدأ مشوار خداع الشعب والوطن بفرية كبرى”.
وقال تجمع المهنيين في بيان له، إن “النظام عجز حتى أن يخرج بسيناريو مسبوك يربك الحركة الجماهرية ويهزّ وحدتها، فهو لم يستطع بمسرحيته هذه حتى بذر بذرة شكٍ عابر في أن ما حدث لم يكن سوى تبديل أقنعة نفس النظام الذي خرج الشعب ثائراً عليه وساعياً لإسقاطه واقتلاعه من جذوره”.
وأضاف البيان “مطالبنا واضحة وعادلة ومشروعة، إلا أن الانقلابيين (لجنة النظام الأمنية) بطبيعتهم القديمة الجديدة ليسوا أهلاً لصُنع التغيير، ولا يراعون في سبيل البقاء في السلطة سلامة البلاد واستقرارها، ناهيك عن تحقيق المطالب السلمية المتمثلة في تسليم السلطة فوراً لحكومة مدنية انتقالية كأحد الشروط الواجبة النفاذ”.
واستطرد: “الوجوه التي أجادت تمثيل دور الخائن وتريد اليوم أن تمثل دور البطولة، وجوهٌ لها تاريخ في خيانة الوطن والمشاركة في دماره وإهدار مٌقدّراته، وهو تاريخٌ لا يشرّف الشعب السوداني ولن يكون منسياً لمجرد أن أصحابه خلعوا قبعة ووضعوا أخرى!”.
وأكد تجمع المهنيين أن “شعبنا الصابر على المكاره، إن الانقلاب الذي قادته حفنة من القيادات المتورطة في المظالم والمكرسة للجبروت والطغيان يجعل البلاد عرضةً لتكرار الملهاة التي شهدناها طيلة ثلاثين عاماً، ملهاة قوامها تقنين القتل والمآسي والظلم والعنف والتهميش والعنصرية، والفساد والمحسوبية، والالتفاف على القوانين والدستور”.
وشدد على أن الشعب السوداني سيقاوم الطوارئ وحظر التجوال وكل الإجراءات التي أعلنها “الانقلابيون”، مضيفًا “سننتصر كما فعلنا من قبل على كل أساليب العنف والتخويف والترهيب التي سيحاول النظام تطبيقها على الشعب”.
وأشار إلى أنه يرحب بأي بادرة تحقن دماء الشعب وتعيد الأمور لنصابها، وأمله في الشرفاء من الضباط وضباط الصف والجنود في قوات الشعب المسلحة لم يُفقد، “فهم من صنعوا الفارق ورجّحوا كفة الشعب في مواجهة البطش، وهم من نعوّل عليهم في ضبط ساعة التغيير وربط أحزمة أمان الثورة، فقد كانوا في خط النار عندما توارى الجُبناء، وظلوا في خندق الحق لما تجاسر الباطل”.
وعقد المجلس العسكري الانتقالي في السودان، اليوم، مؤتمرًا صحفيًا لتوضيح مُجريات الأمور بعد تنحي عمر البشير من رئاسة الجمهورية، أمس الخميس، والإجابة على التساؤلات حول ملامح المرحلة الانتقالية.
وأكد رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عمر زين العابدين، في المؤتمر، أن الحكومة الجديدة في السودان ستكون مدنية، مشددا على أن المجلس “لم يأت بحلول ولا يطمع في السلطة”، وأن مهمته الأساسية حفظ أمن واستقرار البلاد.
وأوضح زين العابدين، أن المجلس العسكري سيحتفظ بوزارتي الدفاع والداخلية، ولن يتدخل في عمل الحكومة المقبلة، كما أشار إلى أن الفترة الانتقالية يمكن أن يتم تقصيرها، مشيرا إلى الاستفادة من “الدروس السابقة”.
وقال زين العابدين: “فترة المجلس العسكري تمتد عامين. هذا هو الحد الأقصى، لكن إذا تمت إدارة الأمر دون فوضى يمكن أن ينتهي أمد المجلس”، مضيفا: “سندير حوارا مع كل الكيانات السياسية لتهيئة مناخ الحوار”.
ورفض رئيس اللجنة السياسية الاتهامات بشأن كون المجلس الانتقالي “صنيعة حزب المؤتمر الوطني” الحاكم سابقا، قائلا: “هذا كلام غير صحيح”.