زفرات حرى
الطيب مصطفى
بين مامون حميدة ومزمل ابوالقاسم !
)فوراوي ومن لف لفه ينبغي ان يلحقوا من فورهم بوزيرهم المستثمر ، الذي تنتظره جولات ساخنة في القضاء بعد ان شرعت النيابة في تصفح ملفات فساده ، لتؤكد ان )الزلزال( الحقيقي قادم .. ولو بعد حين(
هذه قرائي الكرام الفقرة الاخيرة من مقال د.مزمل ابوالقاسم الذي كان يعلق على بيان اصدره د. محمد عباس فوراوي مدير المؤسسات العلاجية بوزارة الصحة ، ولاية الخرطوم والذي شاء حظه العاثر ان يعمل مديرا في الوزارة التي كان على رأسها البروف مامون حميدة ليشرب من نفس كاس العلقم والعداء السافر الذي ظل مزمل يسقي منه بروف مامون آناء الليل واطراف النهار !
ما ادهشني بحق وملأني بالحيرة ان المقال ينضح بالتحريض على مامون حميدة بالرغم من انه يقبع منذ شهور في سجن كوبر دون جريرة ارتكبها لكن ذلك لم يخفف من الحقد الذي يكنه له او يحمله على السكوت عنه حتى يخرج من حبسه ولست ادري ما الذي يشفي غليل مزمل اكثر مما يعاني منه مامون الأن والذي ما كان ينبغي ان يكون محله السجون انما منصات التكريم والتبجيل باعتباره احد عظماء السودان علما وعطاء.
على كل حال ، فوالله الذي لا اله غيره ظللت محتارا ، ماذا بربكم فعل مامون حميدة حتى يحمل مزمل عليه تلك الحملة المتواصلة التي لم يخب اوارها في يوم من الايام؟!
يحبس مامون حميدة جراء كيد و)حفر( ومكر تزول منه الجبال بالمخالفة للقانون فبالرغم من ان النيابة العامة اصدرت قبل أشهر قرارا باطلاق سراحه وآخرين بسبب عدم كفاية الادلة الا انهم ظلوا في الحبس بعد ان قالت ادارة سجن كوبر انها لا تملك حق ان تطلق سراحهم الا بموافقة قيادة المجلس العسكري في سابقة غريبة وعجيبة تنتهك كل شرائع وقوانين الدنيا التي تؤكد على ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته لكن بروف مامون وعدد من المعتقلين منهم نورالدايم ابراهيم والحاج عطاالمنان ظلوا في المعتقل ، وبعد اشهر من الحبس رفعوا على مامون دعاوى قضائية جديدة حتى يشرعن اعتقاله وحبسه الاليم!
يحدث ذلك في ظل نظام حكم جاء بعد ثورة ترفع )شعار حرية سلام وعدالة( بل في ظل نظام يطلق سراح محكومين بالاعدام بعد ان اصدر عفوا عنهم!
اكرر أنه رغم الظلم البين الذي حاق ولا يزال بعدد من حبيسي كوبر الا أني اكثر اندهاشا من حالة الحقد الدائم الذي ظل مزمل ابوالقاسم يكنه لبروف مامون حميدة دون غيره من البشر فقد ناصبه العداء لفترة طويلة ظل يشن عليه خلالها حملات ضارية ويفتح له عبر صحيفته ملفات وتقارير متتالية وكانه لا يوجد في هذا الكون العريض شيطان مريد غير مامون حميدة!
كم انا حزين ان اشيد قبل يومين فقط بمقال متميز لدكتور مزمل الذي كشف بقلمه البديع عددا من مخازي الوثيقة الدستورية المزورة بل وسميت مقاله الزلزالي بالكفارة كناية عن تكفيرها لكتابات له استهدف بها بعض عظماء السودان وعلى رأسهم عدوه اللدود مامون حميدة الا اني دهشت من مقال الامس الذي كشف عن حقد دفين تنوء بحمله الجبال الراسيات اكاد اوقن انه يقض مضجعه ويشقيه حتى ولو كان رافلا في النعيم.
بروف مامون حميدة الذي يناصبه مزمل عداء لا ينطفي اواره احد علماء الطب في السودان بل ان الرجل يتجاوز المحلية الى العالمية فهو خبير لدى منظمة الصحة العالمية ولم يتول منصب وزير الصحة بولاية الخرطوم إلا بعد أن الح عليه الرئيس السابق عمر البشير وقد حقق من الانجازات في الحقل الصحي ، رغم ضيق الامكانات ، ما كان ينبغي ان يحتفى به حتى من الخصوم ناهيك عن المواطنين العاديين الذين امتدت الخدمات الطبية لهم في اطراف العاصمة ولكن!
ظل مامون متميزا ومتفوقا على الدوام ومنذ الطفولة ويكفيه انه كان مديرا لجامعة الخرطوم التي ما غادرها في إباء ونكران ذات وتضحية الا رفضا لسياسات خاطئة تتعارض مع ثوابت الجامعة كانت قد اتخذت من وزارة التعليم العالي في بدايات ايام الانقاذ فأنشأ على إثرها جامعته)ام الجامعات الخاصة( )جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا( التي ابى الناس الا ان يسموها باسمه )جامعة مامون حميدة( تشريفا لها باسمه الكبير.
اكثر ما ساءني ان يتخلى مزمل من قيم تدعو الى التعاطف مع المحبوسين لا الى مواصلة التشفي منهم والتحريض عليهم والسعي الى النيل منهم فهذه ليست من مكارم الاخلاق التي افتقدتها في هذا الموقف بالذات من رجل اعلم انه يتحلى بكثير من خصالها وليته سال نفسه هل يجوز له ان يحرض القضاء ويحاول ان يؤثر عليه لادانة خصمه المعتقل والذي يخضع اصلا للمحاكمة وهل يصح ان يحرض على د.فوراوي وعلى جميع من عملوا مع بروف مامون حميدة طالبا فصلهم من وظائفهم ثم هل يأمن مزمل عواقب الظلم الذي يمكن ان يكون قد تلبسه بمواقفه هذه الشديدة الخصام