صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

بلاهة الكيزان

69

تأمُلات _ كمال الهَدِي

بلاهة الكيزان 

من البلاهة بمكان أن يظن كوز (موهوم) أن الثوار عندما ينتقدون الحكومة الانتقالية ويعبرون عن رفضهم للكثير من ممارساتها غير الثورية، إنما يقصدون أن الزمن الذي مضى كان أفضل عليهم وعلى البلد.

 الكوز كائن غريبالأطوار بطبعه ولهذا يتوهم أن السودانيين يحتجون أو يخرجون للشوارع بدافع الحنين لتلك السنوات العجاف.

 أفهم يا كوز يا غبي أننا ام نرفض سياسات حمدوك والكثير من وزراء حكومته إلا لأنهم تهاونوا مع منتسبي حزبكم اللا وطني الذي دمر الوطن وباعه في سوق النخاسة.

 وحين خرج الناس بالأمس في مسيرات بشتى أنحاء البلد كان قصدهم أن يضغطوا على الحكومة الانتقالية لكي تطبق الشعارات التي خرج من أجلها الثوار كاملة غير منقوصة، لا بكاءً أو حسرة على ماضِ هو الأسود في تاريخ السودان.

 لا ننكر أن الأوضاع الحالية بالغة السوء في كل مناحي حياة السودانيين.

وما كان لهذا أن يحدث لو أن حكومة الثورة حسمت اللصوص والمفسدين منذ الوهلة الأولى.

 ولو لا لجنة (ساقطكم) البشير الأمنية لحققت الثورة بحلول هذا الوقت الكثير جداً من شعاراتها.

 لكن الخطأ الكبير الذي وقعت فيه قوى الثورة وخيانة بعضها للثورة تمثل في القبول ببعض من تربوا في كنف نظامكم الفاسد وساهموا مع غيرهم في الدمار الذي لحق بمؤسستنا العسكرية وجعلوا منها حامياَ للفساد والمفسدين.

 السوء الذي يعانيه البلد نتيجة طبيعية للخراب الذي ألحقتموه بالوطن وأهله.

 كما أن اقتصاده يتحكم فيه حتى يومنا هذا البرهان وحميدتي وكباشي.

وهؤلاء ما كانوا يخرجون مع الثوار عند لحظة سماع تلك الزغرودة التي إلفها الثوار، بل كانوا يرفلون وقتذاك في نعيم حكومتكم الظالمة.

 فلو كانت لديكم ذرة وطنية أو رحمة بهذا الشعب المقهور لرفعتم شعاراتكم في وجه هؤلاء باعتبار أن المؤسسة العسكرية ما تزال تهيمن على موارد وأموال وشركات البلد.

 تعرفون جيداً من يستمرون في تهريب سلعنا الاستراتيجية، ومن يبيعون حتى الدم السوداني رخيصاً.

 لكن، وبما أن الخسة والجبن من أهم سمات الكوز، فقد رأينا دوماً بعض إعلامييكم وعضويتكم (يعاينو للفيل فيطعنون في ضله).

 خراب الثلاثين سنة الماضية مسئوليتكم أنتم يا كيزان (السجم).

والسوء الذي نعانيه حالياً وتردي الأحوال صناعة بعض رجالكم أيضاً.

حتى اتفاق السلام المزعوم ما كان له أن يأتي مشوهاً ومجزءاً لو لا وحود بعض زعماء حركات بعينها من المتماهين مع السلوك الكيزاني البغيض.

*فمن يبيعون دم أبناء شعبهم لن يعيدوا نازحين ولن يعبأوا بمعاناة أهلنا في دارفور وغيرها من مناطق الوطن.

. بل سيستمرون في التكسب على حساب هؤلاء الغبش الغلابى مثلما فعلوا مع (الساقط) البشير من قبل.

. إذاً الشعب الحقيقي خرج بالأمس من أجل تطهير البلد من الكيزان وأزلامه، فأفهموا يا……

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد