تعهد رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس الأمن والدفاع ورئيس مجلس الشركاء (المجمد)، هذا غير رئاسات أخرى غير منظورة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، تعهد بتقديم الجناة وكل من تسبب في قتل الشهيد العميد شرطة علي بريمة للعدالة الناجزة، مشيرا إلى أن هناك الكثيرون ممن يتاجروا بالوطن و بالأرواح و الدماء تجاوزا لكل قيم الإنسانية والعدالة، وكان البرهان قد بذل هذا الوعد والتعهد لذوي القتيل عند زيارته لهم لأداء واجب العزاء(نسأل الله للفقيد الرحمة ولذويه ولمؤسسة الشرطة حسن العزاء)..نعم لابد من القبض أولا على الجناة الحقيقيين ونكرر الحقيقيين لا سواهم، ومن ثم تقديمهم للمحاكمة،
ولكن ما بال البرهان يتناسى الشهيد الشاب الريح الذي سقط برصاص القناصة في اليوم ذاته الذي سقط فيه العميد، تناسى البرهان هذا القتيل ولم يأت على ذكره ولم يتعهد كذلك بالقبض على قتلته وتقديمهم للمحاكمة، دعك من الأربعة وستين شهيدا الذين سقطوا برصاص القناصة منذ يوم الانقلاب والى يوم القتل والسحل هذا، أليس البرهان بكل صفاته ووظائفه المذكورة أعلاه مسؤول عن كل نفس تقتل خارج القانون، دعك من أن تقتل لممارستها بشكل سلمي وحضاري حق قانوني ودستوري، هو حق التعبير عن الرأي، هذا الحق الذي يقول عنه البرهان نفسه بأنه مكفول للكل، فلماذا اذن لا يأتي البرهان المسؤول بحكم وظائفه عن كل القوات النظامية المعنية بتوفير الأمن والسلامة لكل المواطنين بلا استثناء وبلا تمييز و(خيار وفقوس) هذا عميد وذاك مواطن (ساكت)..هل ذلك لشئ في نفس البرهان، وأن وراء اكمة قتل الشهداء الشباب ما وراءها ما يجعل البرهان يتحاشاها ويتفاداها..
ان قضية الشهداء كل الشهداء، الذين سقطوا في عملية فض الاعتصام القذرة، والذين سقطوا ومازالوا يسقطون ما بعد الانقلاب، ستبقى معلقة على رقبة السلطات ولن تسقط الى يوم الدين، ولكن لا تزال للأسف قضية كل هؤلاء الشهداء معلقة تنتظر العدالة، وما تزال قضايا كل هذا الرتل من الشهداء الكرام تراوح مكانها، بل وتجري محاولات يائسة ل(دغمستها) وطيها وتسجيلها ضد مجهول، ولكن هيهات فالمؤكد ان كل هذا العدد الكبير من الشهداء الذين ظلوا يتساقطون منذ عملية فض الاعتصام والى انقلاب 25 اكتوبر2021، قتلتهم جماعة مسلحة، هكذا يقول المنطق البسيط، فطالما ان هناك قتيلا لابد ان وراءه قاتل، هذا في حوادث القتل الجنائية المعروفة، دعك من ان يكون هذا القتل قد تم لأعداد كبيرة من مواطنين متظاهرين خرجوا للتعبير عن آرائهم بسلمية، ولم يكن نتيجة خصومة قبلية أو غبينة شخصية،
ولهذا يبقى من المؤكد الذي لا يشوبه شك ان هناك (اشخاصا) ما أو (جهة) ما تعلم هؤلاء القتلة علم اليقين، بل المؤكد ايضا ان هؤلاء الاشخاص أو تلك الجهة هم أو هي من دفعتهم لارتكاب هذه المجازر المحزنة، وعلى كل حال فان قضية كل هؤلاء الشهداء لن تسقط بالتقادم الى يوم الدين، يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش، ويقول كل أحد نفسي نفسي حيث لا تنفعه حينها ولا تجيره مؤسسة عسكرية ولا مدنية، بل تكون القوات النظامية المسؤولة عن حماية الخلق وحفظ أرواحهم هي المسؤولة دنيا وأخرى، وأول من يسأل هم قياداتها العليا..فأين المهرب من قضية الشهداء..