منذ اللحظة التي أعلن فيها السيد رئيس الجمهورية في المؤتمر الصحفي عند زيارة الرئيس المصري للبلاد نهاية الأسبوع الماضي، منذ اللحظة التي أعلن فيها رفعه الحظر عن المنتجات المصرية، ارتفعت أصوات )البوم والغراب( ونشطت في السوشال ميديا مصورة القرار وكأن الحكومة السودانية تريد إعدام شعبها بالمنتجات المصرية، وهو لعمري حديث غريب وعجيب ينفيه منطق الأشياء وواقع الأحوال، وهذه المنتجات لا تدخل بلادنا )هبتلي(، لكنها تمر عبر لجان فنية معترف بها خاصة الجانب السوداني الذي سارع أمس، وعبر الجهة المعتبرة والمؤتمنة على سلع الصادر والوارد، وأعني الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس، ببيان مطمئن أكدت من خلاله التزام الهيئة بفحص المنتجات المصرية بعد قرار رئيس الجمهورية برفع الحظر عنها، مشيرةً إلى أن إجراءات الرقابة والفحص على الواردات لا يقتصر على المنتجات المصرية، وإنما يشمل جميع الواردات من كل دول العالم للبلاد، وطمأن مدير الهيئة دكتور “عوض اسكراب” من خلال البيان، المستهلكين بأن المواصفات والمقاييس السودانية تعتمد على مرجعية فنية عالمية ووطنية للسماح بدخول أي منتجات للبلاد، مؤكداً أن الهيئة ستظل عيناً ساهرة لحماية المستهلك المحلي، وبذا تكون “جهيزة” قطعت قول كل خطيب، والمواصفات ترمي بالكرة في ملعبها وتضع بذلك نهاية للعبث الذي ظللنا نتابعه طوال اليومين الماضيين، وبعض هواة الإشاعات وتعكير الأجواء وجدوها فرصة لمحاولات غسل الدماغ للرأي العام السوداني بأن هذه المنتجات سيئة بالمطلق، وهو قول يجافي معقولية واقع الحال وإلا فسروا لي كيف تكون المنتجات المصرية قاتلة ومسرطنة ويومياً الآلاف من السودانيين يتوجهون للأراضي المصرية مقيمين أو زائرين بغرض السياحة أو العلاج أو أي غرض آخر، يتناولون هذه المنتجات مباشرة من بلد المنشأة.
الدايرة أقوله إن من يحركون هذا الملف بهذا الشكل التعبوي لا ينطلقون من منطلقات الحرص على مصلحة الشعب السوداني ولا تخرج من كونها كيداً سياسياً يلعب بكل الأوراق بلا شفافية ولا مصداقية، ومن يدفع الفاتورة هو الشعب السوداني الذي عانى وحده من الضائقة الاقتصادية، وظل يكتوي بنيران الغلاء وأصبحت كثير من السلع الضرورية مركونة في خانة الكماليات والرفاهيات بسبب قفل السوق المصري، مما جعل شريحة كبيرة من المستوردين يتعرضون لخسائر فادحة، لذلك أرجو أن ننظر إلى هذا القرار من جانبه الإيجابي البحت، ونضع كامل ثقتنا في أجهزتنا الرقابية والقياسية، لأنها الحارس الأول لصحة ومال المستهلك السوداني.
{كلمة عزيزة
يكاد الآن معظم معتمدي محليات ولاية الخرطوم، إلا من رحم ربي، يمارسون بياتاً شتوياً في انتظار نتيجة إن كانوا سيستمرون في مناصبهم أم لا، وطبعاً يحدث ذلك على حساب خدمات مهمة وضرورية لسكان هذه المحليات، وبنظرة سريعة لحال محلية كمحلية شرق النيل مثلاً التي تئن تحت وطأة أكوام النفايات، يتبادر إلينا السؤال المهم.. إنتو المحلية دي فيها معتمد يا ربي؟
{كلمة أعز
بعد عودة المنتجات المصرية خاصة الفواكه أتوقع أن يدخل سماسرة الفواكه وتجار الأزمات في )جحر ضب( بعد أن جعلوا أطفالنا يشتهوا حبة البرتكانة!!