(نمش البيوت لي كل شي متوفر، من مأكل ومشرب ومكيفات وبنات جميلات راكزات)، قال أحد الشباب المعتصمين لـ(سودان تايمز) أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة في السودان.
وأضاف الشاب بإبتسامة، وهو يشير بيده نحو رجل سبعيني أمامه (درداقة) تتحلق حوله الفتيات (حتى بتاع المنقة بالشطة جاء ميدان الإعتصام، وهناك ست شاي في الاتجاه الثاني). وذكر الرجل السبعيني الذي يدعى عم محمد لـ(سودان تايمز) أنه حضر لمكان الإعتصام من أجل الحصول على الرزق الحلال، لأن كل الشباب موجدين في الإعتصام.
وإختلفت تقديرات الإعلاميين حول أعداد المعتصمين أمام القيادة العامة منذ يوم أمس السبت، وتراوحت تقديراتهم بين (500) ألف إلى مليوني معتصم، فيما قال بعضهم أن المعتصمين يبقون أمام القيادة العامة بنظام الوردية فبعضهم يقضي النهار والبعض الآخر يبقى ليلاً.
وينتشر المعتصمون في المساحة التي تمتد من تقاطع المك نمر مع شارع الطابية في الناحية الجنوبية الغربية وحتى كبري كوبر شرقاً وإنتشروا في كل المنطقة المحيطة بجامعة الخرطوم وحتى شارع المك نمر، وشمالاً حتى كبري بحري الذي أغلقه المتظاهرون، الذين وضعوا المتاريس في كل الطرق المؤدية إلى شارع القيادة.
وردد المعتصمين شعارات جديدة (ما بنرجع إلا البيان إطلع، ونحن الجيل الركب الراس وما بحكمنا رئيس رقاص، وجيشنا معانا ما همانا، فيما تطلق الفتيات الزغاريد عندما تمر بهم عربة تحمل جنوداً من الجيش). ويتحدث المعتصمون عن أنهم سيبقون إلى حين صدور بيان من الجيش، فيما كشفت مصادر أن بعض قيادات الجيش تصر على تفريق المعتصمين من أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة.
وقد تسمع أحد الشباب ينادي كيس لكل معتصم، وعندما تجده يوزع في التمباك (الصعوت)، فيما يفتح آخر علبه سجائره سواء كانت من نوع برنجي المنتشر أو لورد من نوع التبغ الرخيص ليعزم الآخرين للتدخين معه. وقد تجد شخص ينادي الشير يا شباب، وآخر يوزع في السندوتشات والمياه المعدنية والغازية. وذكر أحد المعتصمين أن الذين جاءوا للإعتصام صباح اليوم كانوا أكثر جاهزية من حيث توفير مستلزماتهم من مأكل ومشرب. وقد تمر بك فتاة تحمل (سيرمس) شاي، وتنكر يفرغ المياه للمعتصمين.
وغرفة الطوارئ التي تديرها لجنة الأطباء التي لعبت رأس الرمح في الحراك الذي بدأ مطلع شهر ديسمبر 2018، تتوفر فيها كل أدوية الطوارئ.
وفرض الرئيس البشير حالة الطوارئ بالبلاد يوم الجمعة 22 فبراير 2019، وحل الحكومة المركزية وحكومات الولايات في محاولة لتدارك الأوضاع الاقتصادية وإفساح المجال مع التسوية السياسية.
وإنطلقت مظاهرات بعطبرة – شمالي السودان في 19 ديسمبر الماضي رافضة للوضع الإقتصادي ونقص الخبز والسيولة والوقود، لكن مطالبتها تطورت إلى اسقاط النظام، وأدت المظاهرات في كل مدن البلاد – حسب حزب الأمة – إلى مقتل (50) شخصاً وإعتقال وإصابة الآلاف.