صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

انهيار الطبقة الوسطى فى السودان(1)

113
صلا الاحمدي
راى حر
صلاح الاحمدى
انهيار الطبقة الوسطى فى السودان(1)
 تتعرض الطبقة الوسطى فى السودان لعدد كبير من المشاكلات الاجتماعية والاقتصادية تهدد بوجود تلك الطبقة وتنذر باحتمال تاكلها وتراجعها ان لم يكن اختفاؤها تماما
بعد ان كانت الطبقة الوسطى تعتبر هى العمود الفقرى فى بناء المجتمع الحديث بفضل الدور الاقتصادى الذى تقوم به والقيم الاجتماعية والاخلاقية التى تتمسك بها والتى تعتبر المثل الاعلي الذي يواجه ويقود افراد المجتمع نحو اهداف معينة ثابتة مستمدة  من التراث الاجتماعي  والثقافي ومن الرؤية الواضحة للمستقبل وما ينبغي ان تكون عليه حياة المواطن السودانى فى عالم الغد اخذت هذه الطبقة فى التدهور
هناك دلائل كثيرة تشير الى تدهور اوضاع هذه الطبقة حتى فى مجتمعات  تملك المال  التى كانت تعتبر دائما هي البيئة  التى افرزت تلك الطبقة  وساعدت على نمواها وازدهارها ولكن التغيرات الاقتصادية فى الحكومات السودانية التى ادت الى زيادت البطالة وقلة فرص العمل وتدهور الاجور ورغم ارتفاع تكاليف المعيشة  والتصاعد الرهيب فى اسعار الضرورات الاساسية وتضخم الديون الى جانب تراجع القيم التى كانت تحملها تلك الطبقة طيلة العقود الطويلة السابقة  وزحفت سلوكيات وانماط جديدة من قيم واخلاقيات كانت تعتبر ممججوجة  ومنبوذة من المجتمع ككل لارتباطها  بمواقف وافكار مرفوضة تتالف كلها الان ضد تماسك هذه الطبقة وتمثل مصدر خطيرا يهدد كيانها واختفاءملامحها الاساسية  ومقومات وجودها مما يثير التساؤلات حول ما الذى يمكن عمله لتفادى النتائج الاجتماعية و الاقتصادية  بل والسياسية الوخيمة التى قد تترتب على الاختفاء المحتمل بل والمتوقع لهذه
الطبقة ان لم يتم التصدى لتلك العوامل المناوئة  والقضاءعليها او على الاقل تخفيف من اثارها السلبية
ما الطبقة الوسطى
وقد يكون من الصعب الحصول على تعريف متفق عليه للطبقة الوسطى والدعائم الاساسية التى تقوم عليها والملامح الخاصة  التى تنفرد بها وتميزها بوضوح  وبشكل قاطع عن غيرها وذلك نظرا لوقوعها بين طرفين مختلفين اشد الاختلاف وهما الطبقة الدنيا التى قد يشار اليها من باب التادب احيانا باسم الطبقة العاملة او اصحاب الباقات الزرقاء  والطبقة العليا الغنية المترفعة عن بقية فئات المجتمع ونظرا ايضا لتعقد وكثرة الفئات  التى تدخل فى تكوين الطبقة الوسطى ذاتها  او حتى تحب ان تنسب نفسها اليها  والتى تضم اصحاب المهن الرفيعة المميزة اجتماعيا مثل اساتذة الجامعات والاطباء ورجل القضاء  والمحامين ورجال الاعمال ومديرى البنوك ومن اليهم وكثيرا ما تختلف الاراء حول انتساب بعض هذه الفئات  الى تلك الطبقة لسبب او احر من ومن الطريف هنا نجد انه فى احد المسوح التى اجريت فى السنين الماضية حول نظرة الناس الى انفسهم والى الطبقة التى ينتسبون .فى رايهم اليها ان نسبة من المشتغلين فى حرفةالبناء يعتبرون انفسهم من الطبقة الوسطى بينما تعتبر نسبة من مديرى البنوك انفسهم من الطبقة العاملة وان لم يستخدموا لفظ الطبقة الدنيا.
نافذة
ولقد لقيت ثقافات الطبقات الاجتماعية كثيرا من الاهتمام فى السنوات الاخيرة  وسوف نلقى الاضواء على المشكلات  التى تواجه الطبقة الوسطى  والتى تهدد استمرارها مثل الديون المتراكمة وعدم توفر الاعمال المناسبة او الدائمة  التى تكفل لها تعليم اولادها  التعليم الذى يتلاءم  مع قيمها  المتوارثة  ومع نظرياتها للحياة وتتطلعاتها للمستقبل  ويعتبر الالتحاق  بالجامعات  والتعليم العالى احد اهم محكات الطبقة الوسطى  فى كثير  من المجتمعات  وان كان طربعض الحكومات المتعاقبة على السودان التغير على ذلك المحك  بعد ان اعتنقت سياسة التعليم المجانى الجامعى امام افراد الشعب بغير استثناء واعتبرت الطبقات العاملة الفقيرة تلك السياسة للصعود الى مستوى الطبقة الوسطى لانها تفتح امامهم ابوابا جديدة للعمل والارتفاع بالمستوى الاجتماعى والاقتصادى  وكذلك الارتقاء بنوعية التفكير  والاطلاع على الثقافات الاخرى والاحتكاك باشخاص لهم قدرات وامكانات خاصة يفتقرون هم اليها  ولكنها كفيلة بان تحقق لهم النقلة الاجتماعية  والاقتصادية  المنشودة  وتبيح لهم فرصة اوسع لاختيار المهنة والعمل  غير اليدوي  الذي يحتاج الى مهارات ذهنية وليس الى القدرات الفيزيقية  وحدها مع توسع الافق الفكرى والنظرة الى العالم من منظور عقلاني موضوعى ومحايد قلما كان يتاح لهم من قبل
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد