قلنا من قبل ان السودان بلد العجائب، وكل يوم تظهر فيه ،(عجيبة)جديدة، فقد جاء في باب الاخبار ، وحسب حسن ظني بالآخرين، كنت أحسب الخبر يدخل ضمن باب الاخبار السعيدة والجيدة، فقد قرأنا أن السادة باتحاد الفنانين والمهن الموسيقية، قد قاموا بزيارة الى القصر الجمهوري وقابلوا السيد البروفيسور صديق تاور، عضو مجلس السيادة، وجلست مع نفسي الأمارة بحسن الظن بالفنانين والموسيقيين، وقلت انهم ماخرجوا وماغبروا أرجلهم واطارات سياراتهم، وماجازفوا بأنفسهم وأرواحهم وممتلكاتهم، وفي مثل هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد (ومتين البلاد دي كانت ظروفها ماحرجة؟)ومع تزايد أعداد الإصابات بجائحة كورونا في دورتها الثانية، وفي ظل هذه الأزمة الاقتصادية والمعيشية التي ضربت حتى المغني الفار بغنائه ، كمال ترباس و المهاجر الى مرافيء الراحة والترطيبة والفائز برئاسة اتحاد الغناء الشعبي بالتزكية!!مافعلوا كل ذلك إلا لأمر جلل، وخطر عظيم يحدق بالأمة السودانية، وانهم يسعون لدفعه عنها، بل ذهب خيالي الى أبعد من ذلك، وقلت ربما ذهبوا للمساهمة والمساعدة في دفع عجلة التنمية والإنتاج، والتبرع للحكومة المدنية بمبلغ ملياري ضخم، او ربما ذهبوا للتفاكر والتفاهم مع عضو المجلس السيادي في كيفية إنشاء صندوق لدعم المبدعين الذين أفنوا زهرة أعمارهم في الفن، وعبر هذا الصندوق سيجدون ولو القليل الذي يكفيهم شر السؤال وشر المرض وشر الجوع والمسغبة.
(2)
ولكن التي اذا دخلت في هذا الكلام شانته، فما كانت زيارة ذلك الوفد الميمون القصر الجمهوري ومقابلة البروفيسور صديق تاور ، إلا لأن الفنانين والموسيقيين وأصحاب صالات الافراح، والسادة أصحاب الساوند سيستم، قد ضاقت عليهم الحياة بما رحبت، وانهم يطالبون بالسماح لهم بمزاولة أنشطتهم الفنية، فقد تعبوا من حالات التباعد المجتمعي التي فرضتها جائحة كورونا عليهم وعلى غالبية دول العالم، مع العلم أن كثيراً من الفنانين والموسيقيين كانوا ومازالوا يمارسون (التحايل المجتمعي)فيقيمون حفلاتهم في المزارع، و في الاحياء وفي كثير من الأماكن غير الصالات، وربما هددوا بالاعتصام حتى تستجيب الحكومة لمطالبهم، او يلحقوا بركب كمال ترباس!!
(3)
وفي مثل هذه الأوضاع المتأزمة، والناس يكابدون ويعانون مر المعاناة، يخرج اتحاد الفنانين والمهن الموسيقية، ذاك الاتحاد الهميم مطالباً الحكومة، بالسماح لهم بمزاولة أعمالهم، وصحيح الناس في شنو واتحاد الفنانين في شنو؟ وأيها الفنانون، من ضاقت عليه (العيشة) في السودان، فعليه ان يلحق بترباس غير مأسوف عليه، وليس بالغناء وحده يحيا الإنسان، وهذا المقام يجب أن نشيد بلجنة طوارئ صحة ولاية الخرطوم، التي رفضت أي تنازلات عن موقفها المشرف تجاه الحفلات والصالات، ولكن لا شك عندي أن الحكومة، التنفيذية ومجلس السيادة دائماً (حنين ودموعهم قريبة) فماهي إلا بضع أيام، وتسمح للسادة الفنانين والموسيقيين بمزاولة أنشطتهم، ضاربت بتحذيرات وزارة الصحة الاتحادية والولائية، عرض الحائط، (بلا كورونا بلا بطيخ) وان غداً لناظره قريب، ملحوظة: ربما يتقدم اتحاد كرة القدم مطالباً الحكومة بالسماح للجماهير بالدخول للاستادات، ومافيش حد أحسن من حد !!