* ننتظر من المجلس العسكرى اليوم الوضوح والجدية والاستقلالية في التفاوض مع قوى الحرية والتغيير، والابتعاد عن المناورات والألاعيب السياسية لبقايا النظام المخلوع، والمؤثرات والاغراءات الخارجية التى لا تثمر شيئا غير اكتساب كراهية وعداء الشعب ..
* اغلقوا أذنيكم وعينيكم عن مؤامرات (مثلث الشر) الذى لا يريد للسودان خيرا، ويجتهد بكل ما يملك من خبث ومال لاجهاض ثورتنا وإبقائنا في دائرة التبعية والخنوع وخدمة مصالحهم وطاعة اوامرهم وتحقيق إرادتهم .. لانهم يعرفون أننا إذا تحررنا وانطلقنا الى الأمام لن يعيقنا عائق عن الصعود الى القمة .. ولدينا كل شئ لتحقيق ذلك في اسرع وقت، فنحن مَن أخرجهم من الظلمات الى النور بعد الله تعالى .. نحن الذين فعلنا ذلك .. نحن الشعب السودانى الأبى .. لذلك فهم يخافوننا ولا يريدون لنا الخير، رغم كل ما فعلناه من أجلهم، ولا نمُن عليهم، ولكنها تذكرة فقط لمن يتذكر ويتفكر ويتعظ .. لا أكثر ولا أقل، لا نريد منهم شيئا، فلو وهبونا كل اموال الدنيا لما أوفوا دَينَنا على رقابهم، ولكن ليبعدوا عن طريقنا ولا يتدخلوا في شؤوننا !!
* ننتظر من المجلس العسكرى اليوم ان يرى المستقبل بعين الشباب الذين ضربوا اروع الامثال في الشجاعة والتجرد ونكران الذات، وخرجوا الى الشوارع وميادين الاعتصام غير مبالين بالرصاص أو الموت من اجل الحرية لوطنهم الغالى، والسلام والعدالة لشعبهم، لا من اجل التشفى من احد، أو البحث عن جاه او منصب .. والله لو كان المنصب او الجاه هو المكافأة لما اظهروه من شجاعة وما قدموه من تضحيات لكانوا أحق به، بل هو اقل كثيرا مما فعلوه، ولكنهم عندما خرجوا وثاروا، لم يفكروا في شئ غير الوطن والشعب .. وارجو ان تكون هذه هى نظرتكم وفكركم أيضا، وليس المنصب والكرسى وطاعة أوامر الملوك والسلاطين الذين يريدوننا أن نظل عبيدا لهم نخدمهم ونحمى مصالحهم ويموت ابناؤنا نيابة عن أبنائهم.. فماذا تريدون لنا، العبودية ام الحرية .. التبعية أم الإستقلال .. الكرامة أم الذل .. العين التى تنظر الى الأرض، أم التى تتطلع الى السماء، اليد العليا أم اليد السفلى .. النماء والتقدم أم التخلف والتقهقر والتسول في بلاط السلاطين، أى هذه الخيارات ترون أن شعبنا العظيم أهل لها .. !!
* انظروا الى المستقبل بعيون الامهات والآباء الذين فتحوا أبواب منازلهم واسعة أمام فلذات أكبادهم للخروج ونيل شرف المشاركة في الثورة وتحرير الوطن من قبضة النظام الفاسد المجرم بائع الارض والعرض وقاتل الابرياء، وهم لا يدرون ان كانوا سيعودون لهم مرة اخرى، أم تغتالهم وحوش النظام فتروى دماؤهم الطاهرة أرض الوطن، ويفارقونهم الى الابد .. ضعوا أنفسكم مكانهم سترون الطريق الصحيح الذى تسيرون عليه !!
* انظروا الى المستقبل بعين الجيش الذى دمره النظام المخلوع خوفا على نفسه منه .. وحوله الى اطلال بالية وبنايات عالية فارغة المحتوى .. نزع سلاحه، دمر معسكراته وحولها الى صالات غناء واحتفالات ، وشرد جنده الميامين الشجعان، لم تعد هنالك مدرعات ولا مدفعية ولا سلاح طيران ولا دفاع جوى ولا بحرية ولا مظلات ولا مشاة ولا اى شئ .. وصار فيه الدفاع بالنظر .. أنظروا الى المستقبل بعين هذا الجيش الذى يتوق من بقى منه، ويتوق الشعب، ليراه مرة اخرى جيشا قويا منظما مرهوب الجانب عظيم التسليح .. تتطلع إليه الشعوب ليحميها من المعتدين ويؤمن لها الأمن والحياة الآمنة .. ويعتز به شعبه ويفخر به، ويطمئن بوجوده !!
* هذا الجيش يحتاج إليكم أكثر مما تحتاج إليكم المقاعد في القصور الرئاسية او المجالس السيادية .. يحتاج إليكم لتبنوه من جديد وتعززوا به الوطن وتؤمِنوا الشعب .. في كل بلاد الدنيا تأتى الحكومات وتذهب، تنجح وتفشل، تصعد وتسقط ولا يتأثر أحد، أما إذا سقط الجيش سقط الوطن وهان الشعب، لذلك يجب أن يبقى الجيش واقفا، مهما كان الثمن، ليبقى الوطن واقفا، والشعب حرا كريما .. مكانكم الحقيقى هو الجيش وليس كراسى الحكم والسياسة، وعندما نقول لكم عودوا الى الثكنات فلأننا نعلم جيدا أن كرامتنا وعزتنا وحريتنا وتقدم بلادنا في وجودكم وراء المدافع وعلى ابراج المدرعات وفى بطون الغواصات، ومصانع العزة والكرامة .. التى تؤهل الرجال والنساء للدفاع عن الوطن !!
* اليوم يومكم، والشعب ينتظركم ليبنى مؤسساته الدستورية ويشرع فى كنس اثار الماضى البغيض وإعادة البناء واستعادة الكرامة .. ويتذوق طعم الحرية والسلام والعدالة التى خرج من اجلها وقدم اغلى التضحيات، واعتصم بداركم فوجدكم في الميعاد !!