صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الكُج !!..

9

بالمنطق

صلاح الدين عووضة

الكُج !!..

> وهو عنوان كلمة على صفحتنا أمس..
> وما شجعني على جعلها ورقيةً – بزاويتنا هذه – مداخلات من تلقاء أصدقاء الصفحة..
> فقد عكست مدى الوعي السياسي الذي بلغه السودانيون..
> ومن ثم فلن تنطلي عليهم – بعد الآن – خدعٌ سياسية… وإن كانت باسم الدين..
> هذا الدين الذي يجلونه بأكثر مما يفعل المتاجرون به..
> ولعل ما تشهده ساحة الاعتصام – هذه الأيام – يُفحم جماعة (نصرة الشريعة)..
> كما يُفحم من كانوا يُفسدون باسم الدين هذا ثلاثين عاماً..
> والكج مفردة عامية – سودانية – تعني الشؤم، ولكنا لا نعنيها بهذا المعنى هنا..
> وإنما نعني من يسوقون الحاكمين إلى نهاياتهم..
> من إعلاميين… وصحافيين… ومستشارين… ومثقفين… وخبراء استراتيجيين..
> وقد سخرتُ أيام سقوط بغداد من أمثال هؤلاء..
> سيما من يطلقون على أنفسهم منهم لقب (خبراء استراتيجيون)… في أجهزة الإعلام..
> وأحد الخبراء هؤلاء ما زلت أذكر (تحليله) إلى اليوم… وأضحك..
> قال – وهو في منتهى الجدية – إن الحرس الجمهوري اختفى تحت جسور بغداد..
> وسوف يظهر في الوقت المناسب… لينقض على (العلوج)..
> كما لا أزال أذكر تحليلاً غريباً جداً للزميل عثمان ميرغني إزاء الأمر ذاته..
> وخلاصته (صدقوني، قوات التحالف لن تدخل بغداد)..
> ولا أدري هل كانت قراءة تحليلية تلك… أم أمنية (شخصية)..
> وأستاذ الفلسفة حسن حنفي علمنا كيف نجعل عقولنا – وقلوبنا – تنأى عن الهوى..
> كان يطالبنا بأن نكون مجرد عقولٍ محضة داخل قاعة الدرس..
> ويعلق كلٌّ منا ميله الفكري والديني و النفسي على مشجب افتراضي لدى بابها..
> والغرض، حيادية تحليل القضايا… وفلسفتها..
> وأيما (تحليل) إن لم يتجرد من أهواء النفس – ورغباتها – يكون محض (تضليل)..
> ونتائجه تكون (كُجَّاً) على كل من تستهدفه… فيصدقه..
> والبشير كان يصدق تضليل أمثال هؤلاء – باسم التحليل – فيرقص… و يتوعد..
> وفي أواخر أيام حكمه صدق أن الثوار (شذاذ آفاق)..
> وأن ثورتهم كل يوم في انحسار… وتراجع… وتلاشٍ، بعكس ما تُظهرها الفضائيات..
> فضائيات الخارج بالطبع… ذات (الأجندات المغرضة)..
> وظل البشير يصدق جماعة (انحسرت) إلى أن وجد نفسه (ينحسر) في (كوبر)..
> ووجدوا هم أنفسهم في (السهلة)… وهو أمر يزعجهم..
> فلابد لهم من (وعاء شمولي جامع) يحتويهم، ويُشعرهم بالأمان من رهق (الحرية)..
> حتى وإن لم يكن يرفع شعارات الدين (اسماً)… كنظام البشير..
> ووجدوا ضالتهم – سريعاً – في المجلس العسكري… مقابل المطالبين بالحريات..
> وطفقوا – من ثم – يمارسون هوايتهم (القاتلة) ذاتها معه..
> يحرضونه على ضرب الثوار، والتقليل من شأن تأثيرهم على المشهد السياسي..
> بل إن أحدهم كتب شيئاً مضحكاً دون أن يرتجف له قلم..
> كتب زاعماً أن الإضراب فشل فشلاً ذريعاً، بخلاف الذي شاهده العالم كله..
> وهي (التحليلات) ذاتها من قبيل (التظاهرات انحسرت)..
> ثم – وحثاً على السير في سكة البشير – ينصحون المجلس بالتضييق على الصحافة..
> ويوم الأول من أمس أُغلق مكتب (الجزيرة) بالخرطوم..
> فيا أعضاء العسكري الانتقالي الموقرين : إياكم والذين (غطسوا حجر) البشير..
> فهم (كواجيج) !!.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد