(1) أمانة الكلمة وشرف الكتابة، تدعوننا لتسمية الاشياء بأسمائها وصفاتها الحقيقية، دون تجميل أو رتوش، ولكل انسان رأيه، يعبر عنه باسلوبه ونهجه وفهمه الخاص، ولولا اختلاف الآراء لبارت السلع، والتي أيضاً من ضمن اسباب بوارها، الارتفاع، الغير مبرر لاسعارها، والجشع، وتكاثر السماسرة والوسطاء، وغياب الرقابة الحكومية، وسياسات وزير مالية السلطة الانقلابية، دكتور جبريل ابراهيم.
(2) وان رأينا الواضح (ما بالدس)، فيما قام به رئيس مجلس السيادة، وقائد الجيش، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، في اكتوبر الماضي، من فض الشراكة، بالقوة الجبرية، وبالاعتقالات، بينه وبين شركاؤه في الوثيقة الدستورية، فهو يسميه تصحيح لمسار الثورة، ولكننا نراه انقلابا، وان لم يتم الترويج والإعلان عنه على طريقة، المارشات العسكرية، وسنذيع عليكم بعد قليل بياناً هاماً فترقبوه.
(3) ان الله الذي خلق الانسان من علق، أعطاه الله ومنحه حرية الايمان أو الكفر به، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ونحن نؤمن ان ماقام به البرهان في أكتوبر الماضي، انه انقلاب، وان ما جاء به من قرارات وتعيينات، هي إجراءات انقلابية، ومن ضمنها تعيين المجلس السيادي الانقلابي، وهو مجلس انقلابي بجدارة، لأنه أحد أذرع انقلاب البرهان، وكثير من الدول الأوربية، والمنظمات الدولية، وصفته بأنه انقلاب، ودعك من هؤلاء، فالاتحاد الأفريقي وفي قمته الاخيرة، التي عقدت باثيوبيا، وصف ماقام به البرهان، بأنه انقلاب، كفاية ام تريد الزيادة؟
(4) ولكن المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، يرى أن ماقام به الفريق أول البرهان، هي إجراءات تصحيحية، (مخير في رأيك)، ولكنه لمنطق غريب، وفهم عجيب، ان تأمرني أن أفكر بعقلك، والغي تفكيري، وان أنظر بعينك، وأنا اؤمن بنفس رأيك وبنفس نظرتك، وان أصبح صورة (كربونية) منك، وان شئت الدقة فقل أن أكون مجرد صدى لك، ألا يعلم مجلس الصحافة والمطبوعات، بان الله كرم الإنسان بالعقل، ؟لعلكم تعقلون، ولكن المجلس، يريد أن يعطل في الكاتب ذلك العقل، ويمحو عنه ملكة التفكير، واختراع أسلوبه الخاص في التعبير، يأمره بالالتزام بالنص، ولا يخرج عنه، وان لا يسمي أو يصف المجلس السيادي بأنه انقلابي، لكن ليه؟
(5) هل يرغب مجلس الصحافة، في ذهب المعز؟فهذا شأنه، وذاك اختياره، وليتركنا في شأننا، فاننا لا نخشى ولا نخاف من سيف المعز، فالجبان لا يموت أثناء المعركة، انه يموت قبل المعركة، فمن حق مجلس الصحافة ان يثني على العسكر ويهتف(حكم العسكر، كعك بسكر) ولكن عليه ان لا يصادر جريدتي وقلمي عندما، اهتف (حكم العسكر مابشكر) أو اصف المجلس السيادي بأنه انقلابي، ويبدو لي أن مجلس الصحافة، قد فرغ من حلحلة كل المشاكل والصعوبات التي تواجه الصحف والصحافيين، ولم يبق أمامه إلا متابعة ماتكتبه بعض الصحف الغير مروضة.
الجريدة