ربع مقال
د.خالد حسن لقمان
القرن الأفريقي .. بين “البشير” و”أبي” و”الأزهري” و”هيلاسلاسي”!!
.. مشهد يدعو بالفعل للارتياح ذلك الذي ظهر فيه قبل أيام رئيس الوزراء الأثيوبي “أبي أحمد” بجانب كل من الرئيس الإريتري “أسياسي أفورقي” والصومالي “محمد عبد الله فرماجو” وذلك على منضدة واحدة توسطها هذا “الأبي أحمد” الذي رتب للجلسة الثلاثية التاريخية بين هؤلاء الرؤساء بعد قطيعة بين بلدانهم استمرت لسنوات وعقود حرمت فيها شعوبهم من التواصل والالتقاء، وفي هذا من يصدق أن خطوط الطيران الأثيوبية قد توقفت رحلاتها إلى أرض الصومال منذ أكثر من خمسة عشر عاماً.. لا لشيء سوى خصومة زائفة وحرب مدفوعة القصد والمقصد من مراكز خارج المنطقة والقرن الأفريقي لديها حتماً مصالحها في أن تظل هذه المنطقة الحيوية من العالم رهينة للنزاعات والحروبات المشتركة مما يكرس لعجزها وتخلفها، بينما تواصل بلدان العالم الأول تطورها بلا توقف يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة وما كان لهذه المؤامرات ولو عظم شأنها أن تنال من واقع المنطقة وتقعده على هذا النحو إن توفرت لها هذه الإرادة التي أجلست هؤلاء الخصوم والمتحاربين على منضدة واحدة.. هذه الإرادة التي يعبر عنها الآن جموح “أبي أحمد” وفورته وتطلعاته الصادقة في أن يرى بلاده وإقليمه.. بل قارته السمراء تنطلق إلى آفاق جديدة من التطور والنماء.. وقد همس بطموحه هذا قبل شهور قليلة في أذن الرئيس “البشير” بمثل ما فعل يوماً ما.. الإمبراطور “هيلاسلاسي” في أذن الزعيم “الأزهري” يوم أن دعاه ليستلم الراية الأفريقية ليقود القارة السمراء المتهيئة حينها للخروج من أتون حروبها وقيد استعمارها.