من المشاهد التي لن تغادر مخيلة الشعب السوداني قاطبة، منظر مليشيات الأمن وكتائب الظل التي كانت تمارس البطش والترويع والضرب والتحرش بطلاب جامعة العلوم الطبية التي يملكها مأمون حميدة.
الجميع يذكر قول مأمون حميدة حينما توجهت اليه مجموعة من الطلاب وهم يطالبونه بتفهم مطالبهم، فأجابهم بكل سخرية واستخفاف:(استأجر لكم ميدان تنططوا فيه).
ثم أغلق عينيه وأذنيه بالضبة والمفتاح وهو مدرك لكل الانتهاكات والاعتقالات التي تعرض اليها الطلاب داخل حرم الجامعة، والتي سبقها تنكيل وارغامهم على كتابة تعهد بدخول الامتحانات ومصادرة هواتفهم، ليس ذلك فحسب، بل اصر حميدة على قيام الامتحانات في موعدها وتأجير قاعات فندقية خارج الجامعة.
حميدة ارغى وازبد وتوعد بمتابعة الدراسة، ولم يتراجع عن قراره الا حين انتشرت الفيديوهات الفضائحية لما جرى في سوح الجامعة. وابرزها اعتراف دكتور كلية طب الاسنان بأنه لم يضع امتحان المادة، وقد تم فصله عقب ذلك التصريح.
ما ينبغي قوله ان جامعة حميدة الوزير المدلل والرجل المفضل للمخلوع، مازالت تمارس جبروتها وضغوطاتها على الطلاب بمعاقبتهم اكاديمياً بالفصل او اعادة السنة الدراسية او سحب المنح، وترغيب البعض بالتعيين مستقبلاً وترك زمن الامتحان مفتوحاً للبعض.
إن الأوضاع الأمنية بجامعة العلوم الطبية كانت مهدداً أساسياً لحياة الطلاب، وتكفي تجربة الشهيد محجوب في جامعة الرازي التي كادت تتكرر بالكربون.
الأهم من كل ذلك اقتحام الجامعة من القوات الامنية والتنكيل بالطلاب بالضرب والتحرش بالطالبات، وإقرار الجامعة بفتح تحقيق والقبض على بعض الجناة المتورطين والتحقيق معهم، والى الآن لم تخطر إدارة الجامعة أولياء الأمور بتطورات ونتائج التحقيق ومازالت ترفض مقابلتهم.
لا احد ينسى قصة طالبة جامعة العلوم الطبية التي جاءت الى البيت وهي تصرخ بأنها ترغب في الاستحمام مائة مرة بسبب ما تعرضت له من تحرش من قبل القوات الامنية.
اقتحام الجامعة من قبل القوات الأمنية تم منذ يوم (٢٥) فبراير الماضي، اي مضى على ذلك نصف العام، أين نتائج التحقيق، أم أنها محبوسة رفقة صاحبها بكوبر.
خارج السور:
ملفات الطلاب الموقوفين والمفصولين في الجامعات لا تقل أهمية يا قوى الحرية والتغيير عن ملفات المفقودين، اولئك مفقودون حتى إشعار آخر وهؤلاء مرهون مستقبلهم برجل رهين المحبسين، السجن والأخلاق.