صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الصحافة بين عهدين

14

 

خارج النص

يوسف عبدالمنان

الصحافة بين عهدين

بعد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري وعودة الديمقراطية التي يحسن السودانيون استعادتها من العسكر ويبرعون في إضاعتها بسوء التقدير وبؤس الممارسة، في دائرة الصحافة جبرة جنوب الخرطوم تحالفت كل أحزاب الساحة السياسية حينذاك لحرمان زعيم الجبهة الإسلامية القومية الراحل د.حسن الترابي من دخول البرلمان في أول تطبيق عملي لسياسية العزل والإقصاء وحينها كتبت مجلة بيروتية شهيرة حينذاك عن دائرة الصحافة وقالت خسر الترابي المعركة الانتخابية وسقطت الممارسة الديمقراطية.
ومن المفارقات كان رئيس تحرير مجلة اليوم السابع مسيحياً هو عمرو عبدالسميع ولكنه مهني حاذق لمهنته.
أمس سقطت الديمقراطية أم سقط الديمقراطيون ؟وذات ساحة حي الصحافة جنوب الخرطوم تشهد أحداث اعتداء على الديمقراطية التي مهر ثمن عودتها شباب السودان المؤتمر الشعبي المجنى عليه من قبل أعداء الديمقراطية أرواحاً في سبيل الديمقراطية ودماءً سالت على الأسفلت وسجوناً امتدت لسنوات وواحد من قادة حزب الموتمر الشعبي المعتدى عليه قد مكث في السجن ١٢عاماً يتقلب بين الزنازين وأرجله مصفدة في الأغلال ألا وهو المهندس يوسف لبس أطول سجين في تاريخ السودان لأسباب سياسية.
وحزب الموتمر الشعبي الذي خرج من السلطة بالمبدئية واليقين بالحرية يتعرض لاعتداء من قبل اليسار الذي يسعي بكل قواه بحثاً عن إغراق البلاد في بحور من الدم وزرع بذور الصوملة واللبننة واللبيبة وقطع الطريق أمام أي تطور ديمقراطي في البلاد يؤسس لديمقراطية تأتي بممثلين للشعب في الانتخابات التي يريدون لها أن تتأجل حتى عام ٢٣بعد الألفين لتبقي البلاد على حالها الراهن متقلبة بين عسكر وحكومة مدنية ولذلك كان التحرش بالمؤتمر الشعبي في رابعة النهار والاعتداء على مؤتمره العام وحرق سيارات الأعضاء وإتلافها من قبل عصابات متمردة من الأحزاب في رابعة النهار .
ووضعت أحداث حي الصحافة السلطة التي يمثلها المجلس العسكري أمام امتحان صعب؛ هل تستطيع ملاحقة هؤلاء المجرمين ومعاقبتهم على شروعهم في قتل أبرياء ؟ أم المجلس العسكري يعتبر كل ماحدث مجرد مشاجرة بين صبية في أحد أحياء الخرطوم ؟
ولماذا يصر البعض على إغراق البلاد في دوامة عنف وإقصاء من مستوى الفعل إلى مستوى الوجود ؟
وهل مثل هذا السلوك يعد المقبرة الأولى لوأد الديمقراطية وتشييعها أم هي مخاض لما هو أكبر وأعظم خطراً ؟
لماذا فقط تذكر أمس كثير من الناس مقالاً كتبه المفكر الإسلامي د. التجاني عبدالقادر حامد عن الثنائية المدمرة علماني مقابل إسلامي وسني مقابل شيعي وعربي مقابل زنجي ؟أم نحن في عصر مقدماته مواجهة بين ديمقراطيين مقابل لاديمقراطيين؟

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد