(0) لدينا سياسيون، بعضهم يصنعه الاعلام، وبعضهم تصنعه الظروف، وبعضهم تصنعه الجماهير، ولكن أسوأ السياسيين هم من تصنعه الحاجة إلى المال.
(1) وأولئك السياسيون، اذا جاز توصيفهم ووسمهم بالسياسيين، الذين جمعتهم قاعة الصداقة، أمس السبت مؤتمرين، وان شئت الدقة فقل متآمرين على إفشال الفترة الانتقالية، وان رفعوا ، واتوا عبر لفات الحرية والتغيير، رافعين شعار الوفاق الوطني، وماهو بوفاق وطني، وانما هو نفاق وطني، يقف من وراءه دعاة إطالة وتمديد فترة بقاء العسكر وهيمنته على رئاسة المجلس السيادي، وهو أيضاً نفاق وطني مدفوع القيمة مقدماً، ومعلوم من الذي دفع، ومعلوم من هو المستفيد الاعظم من هذا الهرج أو من هو المستفيد، اذا أزفت الازفة كما قال أبوهاجة المستشار الإعلامي للرئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الذي زعم انهم (لا تسأل منهم هم) وصيين على الشعب، وانهم لن يسلموا السلطة إلا لحكومة منتخبة من قبل الشعب، وبالمناسبة، سألت بعض الأستاذة الأفاضل والذين لهم باع طويل في اللغة العربية، سألتهم عن جمع وصي، فافتوا بأن جمعها أوصياء، ولكن لا أعرف من أين جاء الفريق أول البرهان بهذا الجمع، وصيين، ؟وبالفعل من حق الوصيين البرهان وباقي اخوانه، ان يوحوا للموصى لهم، بأنه أزفت الازفة، ولابد من التحرك، سريعاً، وبالفعل كان ذلك الاجتماع الضرار، الذي جاء بكثير من المتآمرين، المعروفين بسيماهم، والذين كانوا وحتى قبيل سقوط المخلوع ونظامه، كانوا ينادون ب(تقعد بس) بينما كان الشارع الثوري يغلي كالمرجل متمسكاً بشعار(تسقط بس)، وكان شعارهم الذي رفعوه هذه المرة، توسيع قاعدة المشاركة، ولا يستثنى أحد إلا حزب المؤتمر الوطني، اي أن من شارك المخلوع حتى لحظات سقوطه، من أحزاب وجماعات وأفراد، يحب أن يكون لهم مكاناً في الفترة الانتقالية!!لقد جئتم شيئاً عجبا!!
(2) إن تفتيت الأحزاب والمكونات السياسية، وجعل أهلها شيعا وطوائف، او (أحزاب فكه) هو ما اتبعه المخلوع البشير، وبذل في سبيل ذلك مال الشعب السوداني، وذلك من أجل البقاء في السلطة، وقد نجح في ذلك كثيراً، وذات الاسلوب يمارسه العسكر الآن، وما محاولة تفتيت الحرية والتغيير، الا دليل على ذلك، والهدف من ذلك، ان يقولوا للعالم، لمن نسلم رئاسة مجلس السيادة، وانتم ترون أن قوى الحرية والتغيير منقسمة على ذاتها؟ عليهم أولاً توحيد صفوفهم أولاً، ثم يأتوا بعد ذلك الحديث عن ايلولة رئاسة المجلس السيادي للمدنيين.
(3) ولكن برغم كل هذا، وبرغم المعوقات والعراقيل، المصنوعة من قبل العسكر، فان مواصلة العمل معهم وبما جاء في الوثيقة الدستورية، فالعسكر هنا، عدو مامن صداقته بد!!والشراكة معهم لازم تستمر، ولكن لا تبدأ من الالف!.