صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الشباب والإحباط

11

كلام صريح

سمية سيد

الشباب والإحباط

‏‏‏‏
المؤكد أن فئة كبيرة من الشباب القادر على الإنتاج والعمل بعيدة عن هذا الدور بفعل العديد من العوامل؛ إما بسبب البطالة أو الأعمال الهامشية التي يضطرون إليها أو بسبب سياسات الدولة في التوظيف وضعف مقدرتها على فتح فرص العمل الخاص.
أمس شاركت في ورشة عمل بعنوان “دور الشباب في إنفاذ مشروعات التنمية المستدامة”، أعدتها الهيئة الشبابية للتنمية والتعمير بالتعاون مع منظمة سودان فاونديشن. ناقشت الورشة عبر ورقة علمية قدمها د.عادل عبد العزيز الخبير الاقتصادي المعروف، كيفية الاستفادة من مقدرات الشباب في إنفاذ مشروعات التنمية.
تحدث عن آمال وتطلعات الشباب، والبحث عن القدوة والمثال. فمثلا كيف يمكن أن تُبرَّر عملية استيلاء 34 شركة على ملايين الدولارات التي خُصِّصَتْ لشراء الأدوية؟ وكيف يمكن أن يستولي موظفون على المال العام ثم تكتفي الحكومة بعمل تسويات؟ صورة مشوهة في إدارة الدولة تقود إلى إحباط الشباب في القدوة والقيادات، وتجعلهم ناقمين على الدوام.
ناقشت الورشة أهمية التحول إلى اقتصاد المعرفة الذي يمكن أن يقوده الشباب، وهو الاتجاه السائد الآن عالمياً من ابتكار وإبداع وتنمية بشرية.
تعزيز القدرات الإنتاجية ورأس المال الفكري، يُعدُّ من مكونات حيوية اقتصاد المستقبل بما يزيد من استدامة النمو.
لكن التحول إلى اقتصاد المعرفة يحتاج إلى مؤسسات لإدارة التغيير، ورؤية شاملة للتغيير. فهل البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في السودان مُهيأة أو لها القدرة على خلق مؤسسات لإدارة تغيير شامل نحو اقتصاد المعرفة الذي يقود العالم؟
الناظر لواقعنا في السودان يلحظ البون الشاسع بين التوجه نحو اقتصاد المعرفة وعدم مواكبة المنتوج الثقافي والفكري لثورة المعلومات. إذ ما زالت البلاد تفشل في توظيف المعرفة ولتكنولوجيا لتغيير الأوضاع الاقتصادية.
إنتاجنا الوطني من السلع والخدمات تسيطر عليه التقليدية، ولم يَرْتَقِ طيلة العقود الماضية إلى مستوىً يواكب المنافسة الدولية. هي ذات طريقة إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية، وهي ذات طريقة التصدير المُتخلِّفة، والتي لم تستفد من المتغيرات العالمية التي أحدثها الاقتصاد القائم على الاستفادة من ثورة المعلومات وتوظيف المعرفة.
لا شك أن كل مشكلاتنا الاقتصادية الحالية، من تراكم ديون وتضخم وشح في النقد الأجنبي، إلى جانب صفوف الوقود والكاش والخبز؛ هي نتاج اقتصاد تقليدي فشل في الارتقاء بصادرات البلاد ورفع مستوى القيمة المضافة.
لكي يكون للشباب السوداني دورٌ في التنمية المستدامة، على الدولة أن تُعيد سياساتها في الاستفادة من جيل هو الأقدر على التعامل مع التكنولوجيا والاستفادة من ثورة المعلومات في تطور الاقتصاد.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد