قرأتُ بالأمس القريب رسالة مُتداولة في الوسائط للدكتور عبدالحميد موسى كاشا المسؤول الانقاذي الكبير لو تذكرونه والذي كان وزيراً ووالياً ووو وقيادي رفيع ما شاء الله تبارك الله في حزب المؤتمر الوطني، دافع كاشا في رسالته تلك عن نفسه في تلك الفترة التي تمّ تعيينه فيها وزيراً للشؤون (الاقتصادية)، ثُم وزيراً (للمالية) في ولاية القضارف، والتي لم يقترب فيها قط كما ذكر لا هو ولا أحد أقاربه من المال العام ويتحدى من يقول غير ذلك، وعاتب فيها الوالي لتصريحاته (الجديدة) الخاصة بنزع مشاريع زراعية ومن ضمنها مشروع زراعي (صغير) في القضارف تبلغ مساحته خمسمائة فدان (فقط) استأجره كاشا كما ذكر من الحكومة بطريقة رسمية، وقد تمّ نزعها قبل عشرة أشهر من الأن.
قبلاً دعونا نسأل الأخ كاشا باعتباره كان مُمسكاً بملفات المال والاقتصاد وقتها بالولاية وله كامل الحرية في الرد أو الرفض، هل كانت مثل هذه المشاريع الصغيرة (500 فدان) في زمانكم تُمنح لكُل مواطن استوفى شروط ايجارتها، وهل تكبّدت أنت مشاق هذه الرحلة الطويلة للقضارف لغرض الزراعة، ولتقديم طلبك للمسؤول عن المشاريع الزراعية فيها زيّك وزي أي مواطن أو مستثمر ، حدثنا بالله عليك بأي طريقة تمكنت من استئجار هذه الأرض الحكومية..؟، والتي تحسبها صغيرة وما هي بصغيرة يا هذا، بل تكفي لاعالة عشرات الأسر إن حسُنت النوايا وصلُحت الأفعال، والسُكات يا سيدي فضيلة.
هي لله هي لله لا للسُلطة ولا للجاه.
يا تُرى الصُدفة وحدها هي التي جاءتنا بأخبار مشروع كاشا المنزوع منه في القضارف في هذا التوقيت بالذات، أم أنّ للحكاية علاقة بما رشح من أخبار تخُص انتماء الوالي الجديد للنظامِ السابق والتي أكدتها جماعة الحُرية والتغيير في القضارف وطالبت بسببها سحب الثقة منه، وقد أخرجوا للرجُل فيديوهات تدُل على علاقته الوطيدة بالانقاذ، وها هو اليوم يبحث عن مُبرراتٍ ينفي بها ارتباطه بالقوم ويشرح فيها أسباب وجوده مُتحدثاً بحماسٍ شديد في منصة احدى احتفالات الإنقاذ الموثقة في تلك المنطقة.
على كُل حال فرصة أن تكون والياً لا تُعوّض،وضربه لكمية من العصافير بحجر نزع مشروعك كزميل قديم له يدُل على ذكاء، حاول استخدامه في هذا الوقت لنفى تُهمة الانتماء لحزبك المحلول، وتنصُّل فيه بالفعل لا بالكلام عن أي علاقة تربطه بنظامكم المدحور، وذلك لتمتين علاقته مع الجُدد أصحاب الربط والحل (الحُرية والتغيير) في الولاية، وللتأكيد لهم بالدليل القاطع على ولاءهِ التام لهُم، ودليل الاخلاص والوفاء لمن أجلسوه في هذا المقعد هو نزع مشروعك أيّها الزميل القديم، والتقرُّب به إليهم وإلى لجنة تفكيك النظام السابق للبقاء في منصبه، وكسب نجومية يتطلّع كُل الساسة الجُدد لها لتلميع أنفسهم، ومعلوم أنّ حول فلك لجنة التفكيك يدور الإعلام.