صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الدولة العميقة (1 ــ 2)

14

نبض الوطن

احمد يوسف التاي

الدولة العميقة (1 ــ 2)

وفقاً لويكيبيديا الموسوعة فإن الدولة العميقة أو الدولة المتجذرة أو دولة داخل دولة، مفهوم شائع يستخدم لوصف أجهزة حكم غير منتخبة تتحكم بمصير الدولة (كالجيش أو المؤسسات البيروقراطية المدنية أو الأمنية، أو الأحزاب الحاكمة)، ويفترض بأن للدولة العميقة عناصر موجودة في مؤسسات ومفاصل الدولة المدنية والعسكرية والسياسية والإعلامية والأمنية، وتقدر هذه العناصر التي تعمل صوب أهداف مشتركة من التأثير وتوجيه مؤسسات الدولة الرسمية وقراراتها السياسية.من الأمثلة الشائعة: الدولة العميقة، في تركيا، والدولة العميقة في الولايات المتحدة (وكالة الأمن المركزي واللوبيات), وفي مصر (الجيش وكبار رجال الأعمال) وغيرها.وبإسقاط هذا المفهوم على الواقع فإن أوضح مثال للدولة العميقة نجدها في تركيا (المؤسسة العسكرية)، وفي مصر أيضاً تتمثل في المؤسسة العسكرية…في مصر بدأت الدولة العميقة بعد انقلاب الضباط الأحرار في عام 52م بقيادة جمال عبد الناصر الذي أسس تنظيماً حاكماً سماه الاتحاد الاشتراكي العربي، وبعد وفاة عبد الناصر آلت مقاليد حكم الدولة المصرية العميقة الى أنور السادات الذي أنشأ في عام 1978م تنظيماً حاكماً جديداً بعد حل الاتحاد الاشتراكي العربي والذي سُمي فيما بعد بالحزب الوطني الديمقراطي، وتولى أنور السادات رئاسته حتى اغتياله سنة 1981، وترأسه منذ 1981 حسني مبارك حتى عام 2011م. وتم تغيير اسمه إلى الحزب الوطني الجديد بعد تولي طلعت السادات رئاسته في 13 أبريل 2011، حتى تم حلّ الحزب نهائياً بقرار من المحكمة الإدارية العليا في مصر بتاريخ 16 أبريل 2011م، وبعد اغتيال السادات في 81م تولى حكم الدولة العميقة حسني مبارك الذي أطاحته ثورة 25 يناير الشعبية ..وبعد سقوط نظام مبارك تولى الرئاسة الدكتور محمد مرسي عبر صناديق الاقتراع، إلا أن الدولة العميقة عرقلت مساره حتى انقلبت عليه واستعادت السلطة مرة أخرى برئاسة عبد الفتاح السيسي ..وفي السودان حاول الرئيس الأسبق جعفر نميري استنساخ تجربة الضباط الأحرار في مصر بقيادة جمال عبد الناصر، فقام الضباط الأحرار في السودان بانقلاب 69م بقيادة نميري، وأطاح الحكومة الديمقراطية المنتخبة وأسس تنظيم الاتحاد الاشتراكي السوداني الذي تحول إلى حزب حاكم لمدة (16) عاماً إلا أنه سقط مع مؤسسه وذهب أدراج الرياح لأسباب تتعلق بأنه لم يكن متغلغلاً في مؤسسات الدولة وأجهزتها، كما كان الحال في مصر، حيث أن الجيش المصري الذي حكم مصر منذ عام 52م وما برح القيادة وظل متغلغلاً في كل مؤسسات الدولة وأجهزتها الحساسة، وأمسك بمقابض المال والاقتصاد والأمن والسياسة ووسائل الإعلام، وترك مهامه الأساسية وتفرغ لإدارة السياسة وشؤون الحكم، وظل يوجه الضربات الاستباقية لأي مصدر خطر يمكن أن يهدد استمرار هيمنته وبرع في تصفية الخصوم، وهذا ما لم يفعله الجيش في السودان إبان حكم نميري، لذلك فشلت محاولة الدولة العميقة في عهده.وفي يونيو 89 بعد استيلاء تنظيم الضباط الإسلاميين في السودان على السلطة، حاول تنظيم الإسلاميين داخل الجيش استنساخ تجرية الجيش المصري في تأسيس الدولة العميقة، حيث أسسوا بتوجيه من عراب الانقلاب د. حسن الترابي تنظيم المؤتمر الوطني بعد حل الحركة الإسلامية وحزب الجبهة الإسلامية ضمن الأحزاب الأخرى… (نواصل).

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد