الناظر إلى المسرح السوداني على أصعدته المختلفة سياسياً وأمنياً واقتصادياً، سيبدو على يقين تام أن الأوضاع في البلاد تمضي إلى سيناريوهات دموية ، وذلك وفقاً لمعطيات ظاهرة للعيان…فالمجلس العسكري الذي قرأ الأوضاع من زاوية أمنية فقط، الآن يمضي باتجاه إقصائي خطير للغاية، وهو يواجه كل قوى الحراك الثوري والثوار الذين مافتئت مآقيهم تذرف الدمع السخين فقداً لأرواح زملائهم.الناظر إلى المسرح السوداني على أصعدته المختلفة سياسياً وأمنياً واقتصادياً، سيبدو على يقين تام أن الأوضاع في البلاد تمضي إلى سيناريوهات دموية ، وذلك وفقاً لمعطيات ظاهرة للعيان…فالمجلس العسكري الذي قرأ الأوضاع من زاوية أمنية فقط، الآن يمضي باتجاه إقصائي خطير للغاية، وهو يواجه كل قوى الحراك الثوري والثوار الذين مافتئت مآقيهم تذرف الدمع السخين فقداً لأرواح زملائهم.أكبر خطأ إستراتيجي قاتل سيرتكبه المجلس هو استمرار التفكير بعقلية الإنقاذ في التسعينات، وهوالتفكير القائم على الاستعانة بسماسرة الحشود والهتيفة، والاستقواء بالأحزاب الانتهازية الأكثر استعداداً لبيع المواقف..هذا النوع من الاستقطاب الحاد سيقود إلى مواجهات دامية بين المجلس والشعب السوداني الذي سيخرج في مظاهرات عارمة دفاعاً عن ثورته المختطفة.إذا استمر التفكير بعقلية الحشود المدفوعة، وأساليب البيعة والتفويض بهذه الشاكلة ومضى في تجاوز قوى الحراك الثوري التي قادت الثورة وتحملت تبعاتها قبل، سيضع نفسه في مواجهة مع كل مكونات الثورة التي ما انطفأ بريقها بعد ، ولم تخمد جذوتها، وهي قادرة على مقاومة الالتفاف على أهدافها ومطالبها..الحقيقة التي باتت ظاهرة لكل ذي بصيرة أن المجلس الآن يسعى إلى السلطة السيادية على نحو يجعله قابضاً على كل مفاصل الدولة، ومتحكماً في كل مؤسساتها ومهيمناً على السلطات الأخرى التنفيذية والتشريعية، ولتحقيق هذه الهيمنة لم يجد بداً من طريقة الإنقاذ في الاستعانة بسماسرة الحشود والاستقواء بالقوى الانتهازية لإضفاء شرعية لما هو مقبل عليه من انفراد بالسلطة دون شركائه الحقيقيين ودون وضع اعتبار لهم ، وهذه لعمري مغامرة غير محسوبة العواقب والنتائج.. سيخسر المجلس كثيراً إذا أقبل على هذه الخطوة التصعيدية واستفزاز قوى الحراك، وعندها لن يكون أمامه إلا خيار واحد هو استخدام القوة بحق ثورة سلمية تتجدد وتتفنن في الاستمساك بسلميتها وتحقيق مطالبها في الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية وصيانة حقوق الإنسان السوداني وكرامته، وسيضع نفسه أيضاً في مواجهة المجتمع الدولي،(وتاني تعالي يا محكمة جنائية، وتعالي ياعقوبات، الخ..)، فهل كُتب علينا أن نعيش إلى الأبد تحت رحمة المغامرات والطموحات الشخصية. يتملكني يقين راسخ أن المجلس العسكري كان سيتنصل عماّ تم الاتفاق عليه مع قوى الحرية والتغيير بشأن نسب المشاركة في المجلس التشريعي ومجلس الوزراء، وكان سيبحث عن مبرر لنقض الاتفاق، لأنه لم يكن على قلب رجل واحد بشأن تم التوصل إليه في تلك الليلة، والدليل حديث نائب المجلس أمام الإدارات الأهلية بوسط السودان قبل يومين عندما قال : (يا أخوانا نحنا مشكلتنا في المجلس التشريعي الغير منتخب اللي كان حيستأصلنا كلنا)… وهذا يعني أن الاتفاق من وجهة نظر حميدتي كان مهدداً أمنياً ينطوي على مخاوف الاستئصال… إذن النية كانت مبيتة على نقضه سواءً حدثت مجزرة القيادة أم لم تحدث. الـلهم هذا قسمي في ما أملك.نبضة أخيرة:ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.