على طريقة (مكره اخاك) دعت قوى الحرية والتغيير الى إضراب عام يومي (الثلاثاء والاربعاء)الماضيين وعلى الرغم من تخوف البعض من عدم نجاح الدعوة خاصة بعد امتناع (الامام) وحزبه عن المشاركة تساندهم فلول النظام المندحر إلا أن الإضراب قد سجل نجاحا منقطع النظير في كل ولايات السودان محدثا شللا شبه تام في معظم المرافق الحيوية في القطاعين العام والخاص .
العبدلله يعتقد بان أسلوب (الجرجرة) و(قوة الراس) والتنصل عن الاتفاقات الذي ظل المجلس يمارسه لن يفيد بل أن ذلك من الممكن أن يفسر بأن المجلس لا يملك قراره وأن هنالك من يملي عليه مساره ، ولا شك أن (الثوار) من أبناء هذا الشعب الصامد الصابر قد ملوا وهم يرون ثورتهم (محلك قف) ومجلسهم يغير في لونه (كل يوم)
مما لا شك فيه أن الإضراب السياسي الذي أعلنته قوى الحرية والتغيير قد أوضح للجميع بأن قوى الحرية والتغيير هي الممثل الشرعي للشارع السوداني الذي يتوق إلى قيام دولة مدنية تُصان فيها الحريات وحقوق الإنسان وكرامته وينبسط فيها العدل بين الجميع وتسود فيها سيادة القانون .
وكما يقول أهلنا الطيبون (جا يكحلا عماها) فقد جاء قرار (المجلس العسكري) بإعادة نقابات (نظام الإنقاذ) الذي كان الهدف منه إفشال الإضراب، جاء بنتيجة عكسية غير متوقعة أثارت حماس الشارع السوداني للإضراب، إذ إعتبرته الجماهير استفزاز لثورتهم التي مُهرت بدماء ثلة من أبنائها المخلصين والتي خرجت منذ أشهر (ولا تزال) تملأ الشوارع والميادين في كل مدن البلاد من أجل إسقاط نظام باطش ظالم متجبر .
العبدلله شخصياً لم يصيبه أي إستغراش من قرار المجلس العسكري بإعادة نقابات المؤتمر الوطني إلى دائرة الضوء والعمل السياسي والإستعانة بها في ضرب الإضراب فالمجلس كما ذكرنا مراراً وتكراراً لم يعرف له حتى الآن تصرفاً واحداً مقنعاً بأنه يعمل من أجل إنهاء سلطة (المؤتمر الوطني) وتحجيم دور رموزه الذين أفسدوا الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لعقود من الزمان .
أليس عجيباً أن يسمح المجلس لعضوية الحزب الفاسد المدحور أن تجتمع جهاراً نهاراً من أجل إفشال الإضراب ونسفه ؟ للأسف الشديد فإن المجلس العسكري بتساهله هذا فقد (عملا ظاااهرة) إذ أنه لم يخف دعمه لهذه الدولة العميقة ومشاركته لها في كل ما يمكنها من العمل على قطع طريق رغبة جماهير الشعب في الانعتاق والحرية والكرامة ، ولا ندري إلى متى يظل هذا المجلس يلعب في هذا الدور الذي حتماً سوف يسجله له التأريخ (سلباً بالطبع) .
لم يكن غريباً على جماهير شعبنا الواعية التواقة إلى الإنعتاق من نير الظلم وسطوة الفساد أن تتوحد كلمتها وأن تلتف حول القيادات الشابة التي وهبت نفسها من أجل أن يجد هذا البلد لها موضعاً بين الأمم، ما أجمل يا سادتي هذه الروح التي تعمل بإصرار وتصميم صلد، وما أروع هذا التلاحم المتحدي الذي يسري بين الجميع وهذه الإرادة الحرة واليقين الثابت الراسخ الذي نراه ونحسه ونشاهده والذي يؤكد لنا أن الوصول إلى المبتغى قد قارب نهايته وأن النصر ولا شيء سواه هو ثمرة هذا الكفاح والنضال الشاق وحليفه .
أجل لقد نهض شعبنا الأبي من غفوته وهو منتصر لا محالة مهما دفع من أثمان باهظة في سبيل حصوله على حريته التي سُلبت وثرواته التي نُهبت وما هذا (الإضراب) الذي جعل البعض (يجقلب) والبعض الآخر (يفنجط) إلا (بروفة) أخيرة للنصر المؤزر وبلوغ الغايات وهكذا تقول (كتب التأريخ !)
كسرة :
ليس هنالك مناص من النزول عند إرادة الشعوب ! (خلو اللولوة) !
كسرة ثابتة :
فليستعد لصوص هيثرو وبقية اللصوص
كسرة (حتى لا ننسى) :
أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟