(1) كثيرة هي الأوضاع المؤقتة بالسودان، ويريد البعض أن يغيروا من صفتها المؤقتة، ويكتبون لها الاستمرارية والديمومة (ومادايم الا الله) ومن هذه الأوضاع المؤقتة (التي تسعى أطراف منتفعة وأطراف انتهازية، نهابة للفرص، قناصة للارباح والمغانم) وضع حزب المؤتمر البائد، برغم أنه لا توجد دلائل واضحة تؤكد ابادته، فهو مازال يمشي بين الناس، بالفتنة والمكر السيئ، وتدبير كل مامن شأنه إعاقة تقدم الوطن، وتحديداً ثورة ديسمبر المباركة فوضع حزب المؤتمر الوطني، مازال في وضع التشغيل.
(2) فالكيزان مازالوا يرون أنهم الافضل والأجدر والاحق بحكم البلاد والعباد، فيرون في أنفسهم ، انهم ملائكة الخلق، وماعداهم هوام، وهم نعمة من نعم الله، وعلى الشعب أن يؤدي شكره لها، وهم أسياد البلد واصحابها، والآخرين مجرد ارقام في السجلات الحكومية يستدعونهم وقت ما يريدون، ويضعونهم على الرف وقت مايشاءون، ولديهم طائفة او مايسمونه (ميم نون) اي مغفل نافع، يحركونهم كقطع الشطرنج، يستخدمونه، أسوأ الاستخدام، فما الاقتتال الذي يدور في غرب أو في شرق السودان، و اي احداث مؤسفة تقع في امكان أخرى بالسودان، فتش عن المستفيد الأول، فتش عن من له أجندة خاصة، كالعودة للحكم عبر روافع جديدة قديمة، كالادارت الأهلية، او بذل الوعود الكذوب بالمناصب والرتب والأموال، انها سياسة حزب المؤتمر الوطني (الذي لم تتم ابادته بالكامل) فهو مازال(حي يفرفر) يشعل النار في الاقتصاد وفي السياسة وفي المجتمع وفي كل شيء، يحدث كل هذا وغيره، وذلك برعاية من السلطات الإنقلابية، ويكفي أن تلقي نظرة عابرة عن مايسمى التيار الإسلامي العريض، او عودة كثير من الكيزان والمتكوزنين للتحكم في مفاصل الدولة.
(3) الخلاصة
واحد من أصحاب الخيال الواسع، ضربه همبريب المقابر، ، وسرح مع خياله الى بلاد ما معروفة وين، وفجأة وجد أمامه جمع من الناس يريدون دفن ميت لهم، فسألهم (ان شاء الله مافي عوجة، مالكم لافين بجاي؟) فشعروا بأن هذا الشخص (طاشي شبكة) فرد عليه أحدهم (أبداً مافي عوجة، لافين بجاي كاسين لينا بامية بلدية)!! ومنذ مايقارب الثمانية أشهر، تبحث سلطات انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر المقبل، تبحث (بكرعيها ورجليها)عن حكومة تصريف أعمال أو حتى تصريف مياه الخريف، تبحث عن حكومة كفاءات أو كفوات، تبحث عن (يشيل معها الشيلة) تبحث عن حكومة والسلام تنقذها من هذه المتاهة، ومن هذا الوضع البائس الفقير، الذي وضع الجنرال البرهان نفسه فيه ومعه باقي الجنرالات، فاستعان بجماعة اعتصام الموز، فما اغنوا عنه شيئا، تقرب زلفى من بقايا النظام البائد، ومع من كانوا يقفون مع المخلوع البشير حتى لحظات سقوطه، الذين ليس في وجههم مزعة لحم من حياء، فما نفعوه بل زادوا من أوجاعه وهضرباته، يبدو لي اننا سنسمع في مقبل الايام مزيداً من (هضربات) الانقلابيين، على شاكلة الثوار يعتدون على الاجهزة الشرطية والأمنية، وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.