صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الأمين العام المكلف للمؤتمر الشعبي : في هـذه الحالــة لا أستبعد حـدوث انقـلاب

9

 

 

 

 

 

• قفز المؤتمر الشعبي إلى دائرة ضوء الأحداث، وأخذت اخباره حيزاً كبيراً في اهتمامات الاعلام، لأسباب كثيرة أبرزها بالطبع الزج بقياداته علي الحاج وإبراهيم السنوسي في المعتقل، بتهمة الاشتراك في انقلاب الانقاذ 1989م، وفجأة قرر الحزب التخلص من احد قياداته الذي اعلن نيته زيارة إسرائيل، ففي هذا الحوار طرحنا على الأمين العام المكلف د. بشير آدم رحمة، جملة من القضايا في الراهن السياسي، وموقف الحزب مما يجرى ورأيهم في حكومة حمدوك، ورؤيتهم للمستقبل فكانت الاجابات كالآتي:

• يعني وارد تكرار تجربة الانقلاب؟
ــ وارد اذا كان هناك اقصاء، نحن طبعاً ضد الانقلاب، اي انقلاب عسكري، ومهما كان الوضع المدنى هو أفضل لنا من الحكم العسكري، لكن ناس الجيش عندهم مقولة (الجيش هو الملاذ الأخير لوحدة البلاد)، فاذا تم تهديد وحدة البلاد انا لا استبعد حدوث انقلاب، اذا كان الجيش مؤمناً بعقيدته العسكرية التي اساسها وحدة البلاد.
• وما هو الحل؟
ــ حتى لا يتسلم الجيش السلطة، لا بد ان يكون هناك وفاق وطني بين كل القوى السياسية وحاملي السلام عبر ميثاق غير ما علمته (قحت)، لذلك اتصلنا بالصادق المهدي ورئيس مجلس الوزراء، وجلسنا مع نهضة السودان بقيادة تيجاني السيسي، ولدينا لقاء مع حزب العدالة بقيادة بشارة جمعة أرو وبكل القوى، على أساس أن يعقد مؤتمر سلام السودان لمناقشة كيفية توطين السلام بمساعدة دول الجوار ودول الخليج والاتحاد الأوروبي والإفريقي والجامعة العربية واعضاء مجلس الأمن الدائمين، نناقش فيه أشياء تهم العالم كتجارة البشر والإرهاب وغيرها.
• كيف تضمن استجابة قوى التغيير؟
ــ اقول لهم كلاماً، خاصة الحزب الشيوعي، لا تنفردوا بالسلطة لأن (اللقمة الكبيرة بتخنق صاحبها) والمرة دي اذا خنقت اخشى على الحزب الشيوعي مصير ما تم في بعض الدول الأخرى، فنحن لا نريد المشاركة في السلطة الانتقالية، لكن نتفق على أسس لحكومة تكون برئاسة حمدوك او غيره، تشكل من مستقلين ذوي كفاءات (مش تجيبوا لينا واحد كان شيوعي او متزوج جمهورية او صديق لقيادي ويكون عايش بره 30 سنة، وانقطع عن السودان)، فدعونا نتفق على برنامج لإدارة الفترة الانقتالية.
• رد حمدوك والبرهان كان شنو؟
ــ استحسنوا الكلام، لكن نحن الآن نريد فعلاً ولا نريد استحساناً فقط.
• هل ستشمل مبادرتكم الحاضنة السياسية للحكومة، قوى الحرية؟
ــ نعم سنتصل بهم، الحزب الشيوعي وحزب البعث باجنحته الثلاثة وانا اتصلت بالدقير، ووجدنا من حزب الأمة قبولاً للفكرة وكون لجنة لهذا الغرض برئاسة فضل الله برمة، ونحن واثقون من ان السودانيين قادرون على الوصول لوفاق يجنب البلاد التمزق.
• البعض ومنهم اليسار يعتقدون ان الشعبي مثل المؤتمر الوطني المحلول، كلهم اسلاميون، وان الاسلام السياسي انتهى دوره ولا مستقبل له في السودان؟
ــ هذه حجة مدحوضة، ولا يستطيعون، اذا اردوا اقصاءنا بالقانون يبقى ما في حرية ولا عدالة ولا سلام، اذا ارادوا اقصاءنا فعبر صناديق الانتخابات عليهم ان يقولوا للشعب السوداني (ديل كيزان شياطين واولاد كلب) فاذا لم يصوت لنا الشعب السوداني (اوكي) نحن راضون بالديمقراطية، لكن أن يضعوا المؤتمر الوطني والشعبي في سلة واحدة فهذا خطأ، صحيح كنا حاجة واحدة لكن عندما رأينا فسادهم فارقناهم لأكثر من (20) سنة، وحاربونا واعتقلونا حتى في الاستثمار الخاص.
• في النهاية عدتم وشاركتم في آخر حكومة سقطت؟
ــ نعم دخلنا باتفاق اسمه الحوار الوطني، وما في حد يزاود علينا، فالشيوعيون دخلوا مع الانقاذ من 2005 إلى 2011م، وعملوا (جليطتين) قانون فصل الجنوب وفصلوه وعملوا قانون الأمن مع الانقاذ، وكانت مقايضة بين فصل الجنوب وقانون الأمن، لذلك مافي حزب يزاود علينا فكلهم اشتركوا مع الانقاذ خلال الثلاثين سنة الماضية، والذين لم يشتركوا في الحكم اشتركوا مع الأمن في المال، ونحن نعلم من ادوه ناس الأمن المال ومن شاركوه، والآن الرأسمالية والأغنياء في البلاد ليسوا من الإسلاميين، وهذا كلام قاله احد اعضاء المؤتمر السوداني، وبالنسبة لنا معروفين منو الاستفاد من بنك (بي. تي. اي) في كينيا، ومنو الاستفاد من بنك البحرين، ومن قبض (700) مليون دولار و (800) مليون دولار في التجارة، ومن لا شيء اصبحوا الآن من الاثرياء، ومن الذي اراد بيع بيته في نمرة (2)، وادوه عقودات البترول واصبح مليارديراً الآن.
• هل تريدون استخدام هذه المعلومات؟
ــ هم عارفين أنفسهم، ونحن عارفين، الاسلاميون دخلوا السجون، ودللوا بيوتهم، منهم عبد الله عبد الباسط، من اجل قوت الشعب، لأنهم تدينوا من زملائهم في الخارج، وعندما جاءت حكومة المؤتمر الوطني رفضت تدفع، لذلك اصبحت ديوناً عليهم، هؤلاء هم الاسلاميون الحقيقيون، اما المتطلعون والمستفيدون وانصار كل حكومة هم الذين استفادوا، صحيح ممكن تلقى واحداً من الاسلاميين كان يعيش في قرية لكن جاء واشترى بيتاً وعمل عربية.
• كأنك تريد ان تقول ان الاسلاميين يريدون طرح افكارهم من جديد؟
ــ الاسلاميون الآن يطرحون انفسهم في السوق، لذلك اقول لليسار اذا افتكرتوا ان الاسلام السياسي انتهى، بيننا وبينكم صندوق الانتخابات، واذا الشعب رفضنا واختار العلمانية نحييكم، فشغلنا السياسي عبادة لأن ربنا سيسألنا من معيشة الناس، فنحن في المؤتمر الشعبي مفهومنا للشريعة هو قضاء حواج الناس.
• دول محيطة وقد تكون مؤثرة في الشأن السوداني ترفض وجودكم؟
ــ هذه هي المصيبة، وواحد من الاشياء الكبرى ان اصبح قرار السودان ليس بيده، وهذه الدول ليست منظمات طوعية وانما لديها مصالح، وتعلم ان الاسلاميين لا يمكن السيطرة عليهم، لذلك تبحث عن اقصائهم حتى تنفرد بهؤلاء، اعطيك مثالاً، قضية المدمرة كول التي صرح فيها حمدوك وهو كلام غير موفق.
• رأيه أن هذا سيفتح الباب أمام التطبيع واعادة العلاقات؟
ــ لا يفتح الباب، هذا سيورطنا، لأن القضايا المعنية عملها بن لادن وهو خارج السودان، فما دخل السودان بها، على سبيل المثال اذا سكن معك شخص في منزلك وبعدها رحل إلى موقع آخر وقتل شخصاً، هل تُتهم انت؟ امريكا لا تعرف الا منطق القوة، هل هناك من اذى امريكا اكثر من طالبان، اجبرت امريكا على عقد اتفاق معهم، انا عشت في امريكا واعرف تفكيرهم، الامريكي حتى في افلامهم عندما (يغلب العدو يعصرو برجلو ويديه طلقة)، نحن الآن عصرونا والله يستر من الطلقة، واعتقد الطلقة بعد المدمرة كول والسفارتين.
• فصلتم احد كوادر حزبكم لانه أعلن نيته زيارة إسرائيل؟
ــ نعم نحن موقفنا واضح من إسرائيل، اليهودية كديانة اصلها لسيدنا ابراهيم، لكن مشكلتنا مع اسرائيل لانها دولة عنصرية، دولة اغتصبت أرضاً واذلت شعباً، وعندنا في القرآن المستضعف تدافع عنه، عضو الحزب فعلاً اخطرنا بنيته لكنه ما قال ماشي اسرائيل قال ماشي الاردن، ومنها الى الضفة الغربية والقدس الشرقية وسيقابل اعضاء الكنيست من العرب، وسيزور غزة والحركة الاسلامية، وجماعة كتار ذهبوا قبله مريم الصادق على سبيل المثال ذهبت من قبل، ورؤساء دول ذهبوا.
• ولماذا فصلتموه اذن؟
ــ هذه قضايا داخلية وسنعالجها، لأن الفصل اذا تم باجراء خطأ يصحح.
• وهل تم باجراء خطأ؟
ــ في تقديري نعم، الإجراء كان خطأ ولا بد أن يصحح وتشكلت لجنة، لأننا لا نحاكم شخصاً قبل ان نسمع منه، لذلك ننتظره عندما يعود، وهناك تهويل للموضوع من اشخاص عندهم غرض، يقولون المؤتمر الشعبي كان عنده رأي في لقاء برهان ونتنياهو وذهب إلى اسرائيل.
• رأيكم شنو في اداء حكومة حمدوك؟
ــ حمدوك نفسه عنده رأي في اداء حكومته، والشارع كله لديه رأي.
• هل هي حكومة فاشلة في تقديرك؟
ــ حتى الآن نعم هي حكومة فاشلة، لأن سبب فشلها شركاء متشاكسون وعلمانيون متعجلون، خربوا العلاقات مع الحاضنة الخارجية السعودية والامارات، التي توفر الدعم، فلا يمكن ان تلعن ابو دولة تدعمك بالدقيق والوقود والمال، والمشكلة الأكبر ان هذه الحكومة اعتمدت على الخارج وهذا أكبر فشل، بالله ما تخجلوا سفير دولة كبرى يوزع اغاثات في شوارع الخرطوم، هذا أكبر فشل للحكومة، اديك مثال عندنا الذهب لوحده في السنة ممكن ان يوفر اكثر من (10) مليارات دولار، فنحن نحتاج لحكومة تخاف الله، وهذه الحكومة عندما جاءت حاربت رب العالمين، وقالت ما دايرين شريعة وما دايرين قرآن في المدارس، والبحارب الله ينتظر العقوبة، حكومة تشتغل على اشياء هايفة مثل (كرة القدم النسائية) وتترك معاش الناس، لذلك اقول هذه حكومة فاشلة ولا تستحق ان تقعد يوماً واحداً.
• طرحت العلمانية في مفاوضات جوبا كخيار؟
ــ هذه الحكومة ليست مفوضة وتفتي في أمور كبيرة، العلمانية، الدستور، العلاقات الخارجية مع اسرائيل، هذه كلها يجب أن تعملها حكومة مفوضة من الشعب، هذه الحكومة تفويضها محدود تعمل مفاوضات السلام وتحافظ على وحدة البلاد، وتعمل انتخابات، وتسلم الدولة لجهة منتخبة، اذا اردوا ان يطرحوا العلمانية فلا مانع لكن عبر الشعب بعد الانتخابات، مش جماعة يقعدوا في جوبا ويطرحوا العلمانية، بعدين بيني بينك نحن ما خايفين على الاسلام في السودان.
• هذا يقودنا إلى رأيكم في مفاوضات جوبا ومقترح تمديد الفترة الانتقالية؟
ــ تعقد في جوبا اتفاقيات أمنية، اما السلام فيعقد في مؤتمر داخل السودان برعاية دولية، ونحن ضد تمديد الانتقالية، ورأينا كان سنة واحدة، والجيش قال سنتين فقلنا نعم، وبعدها حددوها بـ (3) سنوات، لكن ما يزيدوها تاني، طبعاً ناس (قحت) عايزين يزيدوها، لانهم لن يجيبوا دائرة واحدة في الانتخابات، وتمديد الانتقالية يمنحهم فرصة لأكل اموال الناس بالباطل، وجزء كبير من اعضاء حكومة حمدوك
كانوا عطالى ومستوردين، لذلك لم يصلحوا كوزراء، وما عندنا مانع يجيبوا رئيس الحزب الشيوعي رئيس وزراء لأنه شخص ركب مع الناس المواصلات وجلس معهم وعارف الحاصل.

موقع صحيفة الانتباهة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد