:: قرار صادر عن رئيس الوزراء بإقالة المدير العام لصندوق للإمدادات الطبية، وكان المدير العام قد سبق إقالته باستقالة قدمها لوزير الصحة، بحيث يرفعها لرئيس الوزراء، ولكن يبدو أن وزير الصحة ) تأخر(، فكان القرار الإقالة.. وكل هذا ليس مهماُ، فالمهم هو إعادة الدور الاستراتيجي لهذا الجهاز الاستراتيجي ..وكما تعلمون فان الامدادات الطبية من المرافق الاستراتيجية التي أسسها الانجليز في العام 1935 ..!!
:: وقد تم تأسيسها لتكون مخزوناً إستراتيجياً للأمصال والأدوية المنقذة للحياة، وهي الأدوية التي تستخدم في أقسام الطوارئ والحوادث ) مجاناً(..وبعد جلاء الاستعمار تسودنت المخازن، وصارت وحدة تابعة لوزارة الصحة .. ثم صارت الوحدة قسماُ ثم إدارة في الحقب الفائتة ..وثم تطورت الي إدارة عامة فى العام )1990( ، ثم هيئة عامة تابعة إدارياُ لرئاسة الجمهورية وفنياُ لوزارة الصحة .. وظلت الهيئة بمثابة مخزون استراتيجي لتوفير وتوطين الأمن الطبي بالبلاد ..!!
:: ولكن، تم تحويلها إلى )هيئة تجارية(، كأية شركة أدوية، ثم صندوق، تجاري أيضاُ.. يشتري ويبيع ويربح .. وبالتجارة المطلقة، فقدت الامدات الطبية دورها الإستراتيجي والذي من أجله تأسست في )زمن الإنجليز(، وتكاد تتخلى عن مهامها الإستراتيجية، بحيث تكون مخزوناً للأدوية المنقذة للحياة والأمصال ..هكذا مراحل الامدادات الطبية .. هي كانت محض إدارة بوزارة الصندوق، لا هيئة ولا صندوق ولا ) دولة داخل دولة(، ولكن كانت ذات فعالية..!!
:: والأفضل لحكومة طاهر ايلا – وهي ترفع شعار دولة المؤسسات والتخلص من الصناديق والمجالس وغيرها من خلايا التمكين- أن تعيد للإمدادات الطبية )سيرتها الأولى (، والتي عرف بها في زمان الانجليز ثم كل الحقب الوطنية السابقة .. نعم، فالوضع الأمثل – لهذا الجهاز الاستراتيجي – ليس فقط إقالة مدير وتعيين آخر، بل يجب التفكير في إلغاء قانونه ثم حله ، بحيث يعود – كما كانت – إدارة ذات مهام إستراتيجية في وزارة الصحة ..!!
:: تلك فتواي في أمر صندوق الامدادات الطبية.. أما الموقف الدوائي بشكل عام، لم يعد مطمئناً .. وكما ذكرت قبل أسابيع، رغم توفر الأموال، فان الفريق طبيب بابكر جابر كبلو – وكيل وزارة الصحة الاتحادية – يقود البلاد نحو ) فجوة دوائية(.. وليس في الأمر عجب، فان عقول من نلقبهم بالمسؤولين هي التي تصنع الفجوات والأزمات، وليس عجز الميزانية وعدمها .. ولعلكم تذكرون، قبل ثلاثة أشهر، تم تخصيص نسبة )10%( من عائد الصادر لاستيراد الأدوية.. !!
:: والحمد لله، توفرت الأموال بالمصارف..وبدلاً عن استيراد الأدوية، تلوح في الأفق ملامح فجوة دوائية سببها وكيل وزارة الصحة الذي لايمكن الوصول إليه إلا في المطار.. فالرجل كثير الأسفار، و كما الرحالة لا يُكمل أسبوعاً بالبلاد.. فالأمريقتضي جمع كل حصائل الصادر في محفظة، ثم توزيعها للشركات، ليس بالتساوي كما يحدث حالياً، بل حسب الأصناف الدوائية المطلوب إستيرادها، وبواسطة لجنة صيادلة يشكلها مجلس الأدوية.. ولكن لابن بطوطة الصحة ) رأي آخر( و )سفر آخر(..!!