الفاضل الجبوري صاحب التسجيلات الشهيرة ذات الشعبية الكبيرة ..ارسل رسالة في احد التسجيلات الاخيرة الى )ايلا ( معلقا على ظاهرة الاقالات التي ابتدر بها رئيس الوزراء عهده ..شبه الجبوري الاعفاءات التي قام بها ايلا بعملية الصيد بواسطة الشرك ..لكنه اضاف حسب خبرته في مجال الصيد قائلا ان )الشرك ( الذي يستخدمه رئيس الوزراء ..شرك صغير ..يقبض صغار الطير ..عصافير وكدا ..ونصحه قائلا بان ايلا يحتاج الى نوع من انواع الشرك يدعى )دقي دقي( ..وهو شرك كبير متخصص في الايقاع بدجاج الوادي ..يمسك في المرة الواحدة على الأقل بخمسين دجاجة …بعد ان تتم محاصرة القطيع من جميع الجهات ويساقوا الي الشرك مكرهين .
الحقيقة ان التسجيل يضحكك ويبكيك في آن واحد ..اذ انه أصاب كبد الحقيقة بسخريته اللاذعة ..)شغل الفرادي ما بينفع ( ويستهلك زمنا طويلا ..والناس في ضنك ..وقد بلغ السيل الزبى ..لذلك أردت ان ادلي بدلوي ..اذ انني تمعنت ايضا في فكرة الاقالة من المناصب وتساءلت ..هل التمكين كان في الأشخاص فقط ؟ يعني هل حدث احلال وابدال لاسماء افراد؟ ..ام ان هناك افكار اخمدت ..وايدلوجيات صعدت ؟ والافكار لا نستطيع القبض عليها بالشرك ..الافكار تستبدل بغيرها وتعقبها حملة توعية بالحقوق الاصيلة للانسان .
شرك ) الدقي دقي ( لابد ان يطال فكرة المؤسسات والشركات الحكومية التي خرجت الى الدنيا دون سند شرعي وتكاثرت بخاصية التبرعم ..فصارت تكبر على حساب الجهة الأصلية وتسلبها المخصصات ..وبدلا عن تقليص الظل الاداري ..ترهلت المؤسسات الحكومية ..وتفرق دم المواطن بين المكاتب ..اذكر اننا عندما اردنا ادخال الكهرباء لبيتنا ..اكملنا الاجراءات ودفعنا الرسوم ..وعند التنفيذ ..قيل لنا أن الجهة المسؤولة عن الاعمدة شركة مختلفة ..لها قائمة انتظار مغايرة ..صار علينا تغيير الجهة التي نتابعها ..حتى تم انزال الاعمدة ..طيب ما تدخلوا الكهرباء ..قيل لنا ..لا ..تلك مهمة اناس آخرين ..وشركات اخرى ..وهلم جرا..فان اصابك ظلم لا تعرف الى اين المشتكى ولا كيف يمكنك اخذ حقك .
اغلب المصالح الحكومية انقسمت على طريقة نظرية الانقسام الثنائي البسيط ..وكل وزارة بقت اتنين ..وكل مؤسسة بقت اربعة ..وكل مدير صار عنده مكتب وسكرتارية ومخصصات ..هذا غير فكرة المسميات الهلامية التي تظهر ذات فجأة وتصير لديها سلطات ومقار تمنح لها بموجب قرارات ..فتصبح مالكة للثروة لكن نشاطها غير معروف و أحيانا غير محدود ..والسودان هو الدولة الوحيدة على مر العصور والأيام ..التي تتغير فيها اسماء الوزارات واختصاصاتها ..وتختلف فيها مسميات المؤسسات واهتماماتها ..والسودان هو الدولة الوحيدة التي يتم فيها )تقريش( المحظيين في وظائف لا يمتون لها بصلة ..او يخلقون لهم كيانات ما انزل الله بها من سلطان ..فيظل الشخص نفسه )كابس ( على نفسنا ..وان تغير موقعه ..وكأنك يا أبو زيد ما غزيت .
عودا على بدء ..ارفع يدي مثنية اقتراح الجبوري باستخدام شرك )الدقي دقي( ..لكن مع تعديلات بسيطة تتمثل في اضافة خاصية جديدة وهي القاء القبض على اي جهة منبتة لا أصل لها ولا أصول …تتسلق على اكتاف المؤسسات الحكومية وتتغذى من شرايينها ..وان يطلق على هذا النوع )دقي دقي شركات (..وحقوق الطبع محفوظة للجبوري مع خالص الاحترام والتقدير.