حيدر احمد خيرالله
استقالة مدراء الجامعات عبارة عن ركن نقاش !!
*إن الإستقالة الجماعية التي أعلن عنها مدراء اثنين وثلاثين جامعة سودانية ، تليق بطريقة أركان النقاش وليس بمدراء جامعات ، أما الدلالة الأخرى فهي ان النظام الذي قامت عليه الثورة وأسقطته ، لأول مرة يخرج في فصيل سياسي ويعلن عن نفسه -اذا تقدم حقيقة بهذه الاستقالة- وتسلمتها جهات الاختصاص وان لم يحدث ذلك فإنها ايضا تؤكد على ان الانقاذ بدات في تجميع قواها السياسية ومدراء الجامعات الذين عينتهم الانقاذ وبالضرورة هم اعضاء في المؤتمر الوطني ويتحملون مع النظام البائد كل مفاسده ،والغريب في الامر انهم يتجمعون لاستقالة جماعية ولكن لا يحرك فيهم ساكناً وجامعاتهم تنتهكها قوات الامن ويعجزون عن حماية الطلاب والطالبات وهم يدخلون مكاتب الامن ويخرجون بالاضطرابات النفسية وبالقهر وبنتائج الاستبداد التي سببت الشروخ للعديد من الطلاب والطالبات والتي وصلت حد الاستشهاد وكان هؤلاء المدراء يغضون الطرف عن كل ذلك ان لم يكونوا من دعاة حضور القوات الامنية للحرم الجامعي ،لبعض ذلك نقول ان هذه الاستقالة الجماعية تثبت ان هؤلاء المدراء هم سدنة وربائب وصنائع وحماة نظام البشير .
*قالت الدكتورة انتصار صغيرون ان اولادها قد قالو( لها شوفي لو ما اشتغلتي كويس اللساتك بنحرقها ليك في البيت وبعدين نطلع الشارع ) وزادت نحن حكومة ثورة كنس ومسح )وهي بالامس قد استقبلت البروف سامي محمد شريف وكيلا لوزارة التعليم العالي ،ولعل الاستقالة الجماعية ان صحت تكون وزارة التعليم العالي قد وجدت امامها جامعات السودان بلا كيزان على رأسها ، لكن ما نود الاشارة اليه هو ان ذهاب هؤلاء المدراء لا يفسح المجال امام تعيين مدير جديد فقط، بل انه يفسح المجال امام المحاسبة حتى يتم الكشف للشعب السوداني عن حقيقة ما يجري في الجامعات السودانية من النواحي المالية ويظهر كذلك ان هنالك فساد مالي ام لا ؟والوحدات الجهادية : من هي وكيف كان يتم الصرف عليها ؟ ومن اي البنود ؟وحكايات الحوافز وغيرها مما يقع تحت مظلة الفساد الاداري والمالي ،اما تواطؤ الادارة مع الامن فقد تجلى واضحا عندما تم اقتحام مكتب د.عصمت محمود بشكل وقح؟
*ان انعدام المهنية قد أضرّ بالسودان ضرراً بليغاً وها هم مدراء الجامعات يتخلون عن المهنية ويتجهون للعمل السياسي وهذه هي ايضا تحتاج وقفة امامها ليتأكد اهل السودان ان تعيينات مدراء الجامعات كانت تتم وفق الانتماء الحزبي وليس الكفاءة المهنية ، وثلاثون عاما من الموالاة قد دمرت السودان ومن ضمنها جامعاتنا ،فمن الطبيعي في ظل فوضى التعيينات ودخول حتى غير المؤهلين للحرم الجامعي كاساتذة ، ولابد من الرجوع الى درجات المجاهدين وكل الاساليب التي عملت على تشويه مسيرة الجامعات الاكاديمية ،كل هذا يجعل الحاجة الماسة الى التعامل الثوري الذي يواجه الخلل الماضي بصرامة ثورية ،ويجعل من المحاسبة مبدءاً اصيلا و قبول هذه الاستقالات ان صحت ضرورة ملحة يصحبها حظرهم جميعا من السفر ان لم نقل فرض اقامة جبرية عليهم حتى يتسلموا خلو طرف من المراجع العالم ،بقي امامنا ان على أن ماجرى من استقالة مدراء الجامعات عبارة عن ركن نقاش!! سلام ياااااااا وطن..
وسلام يا
مازالت ولاية النيل الأبيض تعاني ويلات كارثة الفيضان والسيول التي دمرت قرى الولاية .. فهل من مغيث؟! وسلام يا..