* ما تزال الريبة والشكوك وعدم الثقة تتسيد الشارع السوداني تجاه المجلس العسكري الانتقالي الذي تسلم السلطة عبر مسرحية سيئة الاخراج ولم تنطل على فطنة الشعب السوداني الذي أدرك على الفور بأن هنالك جهات خارجية معروفة لم تخرج من معسكر السعودية الامارات ومصر وراء هذه المسرحية التي اعتمدت على قوات الدعم السريع وقائدها حميدتي الذي تمثل قواته 80% من جاهزية القوات المسلحة من حيث السلاح والعتاد والجاهزية بالاضافة الى القوة البرية التي يقودها رفيق حميدتي، رئيس المجلس الانتقالي البرهان حيث تمثل قواته 40% من تعداد القوات المسلحة ظنا منهم أنهم قد سيطروا على القوات المسلحة . المملكة السعودية تثق ثقة عمياء في قائد قوات الدعم السريع حميدتي لجهة أنها تدعمه ليكون الرجل الثاني في أي تغيير والاهم أن يكون داخل السلطة الحاكمة حتى لا تأتي سلطة تقوم بسحب قواته التي تحارب في اليمن سيما وأن للسعوديين قناعة راسخة بأن انسحاب قوات حميدتي من الحرب ستدفع بالحوثيين الدخول الى المملكة بكل سهولة ويسر .
* السعودية عندما قدمت مساعداتها للسودان دقيق، وقود، ادوية فعلت ذلك بمجرد اعلان مجلس برهان وعقب اقالة ابنعوف (محمد نجيب المجلس العسكري الانتقالي) قبل أن تتضح هوية توجه المجلس العسكري لغالبية السودانيين مما يؤكد على ضلوع السعودية في هذه المسرحية (السمجة) وأنها تورطت في هذا الاخراج ليس حبا في الشعب السوداني وفي دعم ثورته بقدر الحفاظ على مصالحهم التي تتمثل في بقاء المقاتلين السودانيين ابناء حميدتي وتأكيدا على تورط السعودية وتدخلها في الشأن السوداني لاختطاف الثورة اوفدت السوداني السعودي الفريق طه الحسين ليقوم بترتيب الاوضاع لمصلحة السعودية وحتى هذه اللحظة لم يبد المجلس العسكري الانتقالي أي ردود فعل لزيارة الفريق طه الذي لجأ الى السعودية بعد أن كان المسئول عن غرفة اسرار الدولة السودانية ومدير مكتب الرئيس خلافا لما يثار حوله من قضايا فساد تتطلب وضعه في الاقامة الجبرية ولكن المسرحية صارت أكثر وضوحا.
* الدور الاماراتي في هذه المسرحية من باب أنصر أخاك ظالما أو مظلوما خاصا وأن السعودية تستعمل الفزاعة الشيعية للنظام الايراني المتربص باحتلال الامارات فكان لابد من الدخول في معسكر واحد لجهة ان المصائب يجمعن المصابينا ليصبح دور الامارات في هذه المسرحية يقوم على تأمين نظام البرهان وذلك بمنع الخطر الذي تشكله الحركات المسلحة السودانية بتحييدها وعدم فتح جبهة قتالية لهذه الحركات على حكومة المجلس العسكري حتى يتفرغ تماما للواجبات التي تمليها عليه هذه القوى الخارجية وليس مصادفة اختيار الناطق الرسمي الفريق كباشي من ابناء الجبال للتفاوض مع حركات جبال النوبة وجود ياسر عرمان في الامارات ولحقه مني اركو مناوي الذي استشعر الخطر من وجود حميدتي بمثابة الرجل الثاني والتقارب المؤكد مع جيش خليفة حفتر في ليبيا الذي يسعى جاهدا هذه الايام لاحتلال طرابلس وهزيمة الارهابيين الاسلاميين الذين يهددون الامن المصري وهذه واحدة من ذرائع النظام المصري للتنسيق مع السعوديين لاختطاف الثورة في السودان وتغيير مسارها .
* كل الشواهد المنطقية تذهب الى أن المصريين يلعبون لصالح السعودية لجهة أن مصلحتهم مفترض تكون لدعم الثورة السودانية التي جاءت لكنس نظام (الكيزان)،الاسلام السياسي الذي يشكل تهديدا امنيا على الاستقرار لحكم السيسي ولا توجد مصلحة مباشرة في معاداة الثورة السودانية اللهم إلا إرضاء للسعودية الحليف الاستراتيجي والداعم المادي الاول لمصر. الهجمة التي يقودها معسكر السعودية على مسار الثورة السودانية باختطافها وتغيير مسارها ما كان له أن ينجح بدون مسرحية (ابنعوف والبرهان) لظهور مجلس عسكري انتقالي كل الشواهد تؤكد على أنه (مدجن) ولا يخطو خطوة بدون الاشارة من معسكر السعودية الذي تغيب عنه حقيقة هامة وهي ان الشعب السوداني الذي احتشد امام القيادة العامة في موكب مهيب قدرته بعض الجهات بخمس مليون لن تفوت عليه ألاعيب السعوديين وانتهازيتهم الواضحة وشباب الثورة السودانية قادرون على الاطاحة بمجلس البرهان الذي تأكد على موالاته للنظام القديم ومحاولاته اليومية لإخماد جذوة الثورة .
* الاستراتيجية الواضحة لمعسكر السعودية الذي اختطف الثورة هي ازاحة الطاغية البشير الذي ظل يلعب على كل الحبال مستفيدا من حوجة المعسكرين المتحاربين معسكر السعودية ومعسكر (قطر تركيا ايران) لإمكانيات السودان الاستراتيجية وفي مقابل الإطاحة بالطاقية راس النظام ويعملوا كل ما في وسعهم الحفاظ على النظام الذي يحتفظ في داخله بعدد من المؤيدين للمعسكر السعودي. المعسكر السعودي لا يقدر حجم المعاناة التي عاشها الشعب السوداني في ظل حكم البشير وان التغيير الذي تم بالاطاحة بهم ممهور بدماء هؤلاء الشباب وليس مجلس البرهان الذي جاء بتخطيط المعسكر السعودي الذي يحتاج لتطمينات من المجلس العسكري الانتقالي بأن الامور تسير كما هو موضوع في الخطة حيث جاءت التطمينات من خلال اللقاء الاول لرئيس اللجنة السياسية الفريق عمر زين العابدين الذي تحوم حوله شبهات انتماء منظم للاسلاميين وقد بلغ في رسالته تطمينات لمعسكر السعودية واخرى للاتجاه الاسلامي المتمثل في نظام الانقاذ الذي بدأ يظن أنهم قاب قوسين أو ادنى من العودة لمراتع حكمهم مرة اخرى . ان اي خيانة للثورة الممهورة بدماء الشهداء لن تمر مرور الكرام ولن يقف الشباب مكتوفي الايدى وسوف يلجأوون الى خطتهم (ب) التي لن يسلم منها خائن وبعدها يصبح شعار سلمية سلمية مجرد شعار تاريخي لا يتناسب مع مخططات الخونة واعداء الثورة والسودان .
Short URL :