* بدأت الثورة المضادة تتحرك بأسرع مما يظن الجميع اعتمادا على الجماعات الدينية المتشددة التي تتسربل بلباس الدين الحنيف، وتتخفى تحت الكلمات الجذابة التي تدعو الى عبادة الله والمحبة ونبذ الفرقة والشتات، بينما تُغالى في عدائها للرأي الآخر، وتعتبر كل من لا يؤمن بأفكارها المتشددة عدوا لها على طريقة )من ليس معنا فهو ضدنا( !
* أُعلن أمس في مؤتمر صحفي بالخرطوم مولد ما يسمى بـ)الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة( ويعرف اختصارا بـ )إسعاد( .. ولا ادرى أي إسعاد وسعادة يبشرنا بهما هذا التجمع الذى يضم غلاة المتشددين والمتطرفين الذين شارك بعضهم من خلال عضويتهم في روابط واتحادات دينية معروفة بتطرفها وتشددها في تكفير شخصيات معروفة مثل )الصادق المهدى( بسبب حديث له عن أن “المواريث في الإسلام بين الرجال والنساء ليست مرتبطة بالنوع، بل بالتكليف الاجتماعي، وأن الأعباء الاجتماعية تغيرت بما يسمح من داخل مقاصد الشرع، باجتهاد جديد للمساواة بين الرجل والمرأة، ما يجعل لها مشروعية شرعية وملائمة للعصر”.
* كما كفروا الكاتب الصحفي المرحوم )محمد طه محمد أحمد( رئيس تحرير صحيفة )الوفاق( لنشره مقالا عن )المولد النبوي( في عام 2009 ، ودمغوه بالكفر الصريح والردة. وظلوا يطاردون الحزب الشيوعي ويصفون أعضاءه بالكفر، وهاجمت جماعة مسلحة بالأسلحة البيضاء بتحريض منهم دار الحزب الشيوعي في الجريف غرب عند افتتاحه في عام 2009 ، وحاولت اغلاقه بالقوة ولكنهم لم يفلحوا حيث تصدى لهم الحاضرون وقبضوا عليهم وسلموهم للسلطات التي اطلقت سراحهم بدون أن توجه لهم أي اتهام !!
* احدى تلك الجماعات والروابط الدينية المتشددة التي لها باع طويل في التكفير والفتاوى التكفيرية والخطب التحريضية، الجماعة المعروفة باسم )الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة(، ومن أشهر أعضائها الشيخ )مدثر أحمد اسماعيل( إمام وخطيب مسجد الإمام مسلم بالحاج يوسف الذى كان احد خمسة مساجد بالخرطوم تخرج منها التظاهرات التي ينظمها )تيار نصرة الشريعة ودولة القانون( لتحريض المجلس العسكري ضد قوى الحرية والتغيير قبل الاتفاق بين الطرفين، وعندما اتفقا اخذ يحرض على الاتفاق والوثيقة الدستورية ويدعو لمناهضتهما، واقام التظاهرة الشهيرة التي خاطبها الشيخ عبد الحى يوسف وهاجم فيها الاتفاقية “ووصفها بالخائنة الظالمة، واتهم قوى الحرية والتغيير بتمديد الفترة الانتقالية لتفكيك الجيش والقوات الأمنية وتمكين القوات المتمردة، والحكم بالعلمانية وتبديل القوانين، وطلب من شرفاء القوات المسلحة حماية الدين”، وكأن الثورة اندلعت لهدم الدين!
* كما ظل الشيخ )مدثر( ينشر التغريدات على صفحته في )تويتر( محرضا على قوى الحرية والتغيير، وقال في إحداها:” ان الساعات الحاسمة في مرحلة ما بعد )البشير، والإنقاذ والكيزان( هي الساعات التي تتحول فيها أمة ))لا إله إلا الله(( في السودان كله إلى )ورشة عمل( كلّ فرد وكل مجموعةٍ وكل جماعةٍ، كلٌّ له مكانه وكل له مكانته، لا نريد أن نكتفي بالأدبيات والكلام عن الأخوة الإسلامية بل نريد أعمالاً تظهر” ولا أدرى ماذا يقصد الشيخ بـعبارة )ورشة عمل( التي وضعها بين قوسين، ولكن يستطيع المتابع لأفكاره المتشددة ومشاركاته في الفتاوى التكفيرية السابقة، وتحالفه مع غلاة المتشددين، فهم ماذا يعنى !!
* الشيخ )مدثر( هو الأمين العام للتنظيم الجديد )الاتحاد السوداني للعلماء والأئمة والدعاة(، ولقد قال مخاطبا المؤتمر الصحفي والشعب السوداني، إن الهدف من التنظيم هو )مصالحة السودانيين مع الخالق(، وكأنهم على خصومة مع الله، أو أنه ولى أمرهم، ولا يعلم إلا الله وأصحاب التنظيم كيف ستكون هذه المصالحة!!
الجريدة