(1)
• الجيل الجديد أصبح صاحب لغة (رمزية) خاصة رغم عموميتها المطلقة. لغة اختصرت الكلمات والاسهاب واكتفت برموز تعبيرية واشكال (متفق عليها) اضحت هي اللغة الرسمية لمواقع التواصل الاجتماعي والتي تعرف بالـ (إيموجي) وهو مصطلح ياباني الأصل ويعني اصطلاحاً الصور الرمزية أو الوجوه الضاحكة المستخدمة في كتابة الرسائل الإلكترونية اليابانية وصفحات الويب – تلك الصور التعبيرية الثابتة والمتحركة والتي تضمنها منصات كثيرة ويستعملها جيل الالفية الثانية بكثرة للتعبير عما يريد أن يقول بعيداً عن كتابة النصوص يتزايد استخدامها يوماً بعد يوم مع إتاحة المزيد من الرموز التعبيرية وتغطيتها لمجالات كثيرة مثل الطعام والتسوّق والمواصلات والألعاب بالإضافة الى استخدامها الرئيسي في التعبير عن (المشاعر).
• وهي تتمثل في الوجه المبتسم أو الوجه الضاحك او حتى الوجه العابس أو الوجه الباكي او اليد المفتوحة او المقبوضة .. وتأخذ شكل القلب النابض في التعبيرات العاطفية ، اذ كلما تضخم القلب واحمر لونه دل ذلك على شدة الوله والحب .وهي بهذا لها دلالات واضحة توحدت في العالم كله ودلت على الحالة المزاجية والنفسية للمرسل وتوضح حالة الرضا عنده والقبول في (الابهام) عندما يكون لاعلى ،ويشير لحالة الاعتراض والرفض عندما يكون (الابهام) لاسفل ،وهذا اكثر الرموز تداولاً في هذا الجانب… وهو امر انتقل من ميادين التواصل المباشر الى التواصل الافتراضي.
• بدأ استخدام الرموز التعبيرية لأول مرة في اليابان في تسعينات القرن العشرين عن طريق أحد العاملين في شبكة من شبكات الموبايل في اليابان وتم إنشاء الرموز التعبيرية الأولى في 1998 أو 1999 بواسطة شيجتاكا كوريتا والذي يعتبر الأب الروحي للإيموجي.
• في عام 2015م أدركوا تأثير تلك الرموز على الثقافة الشعبية. كما لاحظ القائمون في تطبيق سوفتكي أن وجه دموع الفرح (بالإنجليزية: Face with Tears of Joy) هو أكثر إيموجي مستخدم عبر العالم.
• من فوائد الرموز التعبيرية (إيموجي) انها اصبحت لغة موحدة في العالم ، وهي لا تحتاج لترجمان او اسهاب بحسب اختصارها ورمزيتها المعبرة.
(2)
• اعادنا لتلك الرموز ان هناك قصة حب نشأت بين شاب وشابة ، وكان الشاب يمطر محبوبته تلك بوابل من الرسائل العاطفية عن طريق تواصلهما الخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان الشاب يغزو قلب محبوبته باشعار كثير عزة وقيس بن الملوح وعمر بن ابي ربيعة حتى اذا انداح في الرسائل غزا قلب محبوبته بقصائد نزار قباني التى لا تحتاج الى توضيح وشرح وهي ترفع سقف الحوار بين المحبين.
• المحبوبة كانت تضن عليه بالرد ، وكانت في افضل الحالات تكتفي بالرد عليه عن طريق (رمز تعبيري) ، كان يشعل فتيل عشقه ، خاصة اذا ارسلت له (قلباً احمر كبيراً) ينبض بالحب والعشق.
• اجتهد الشاب اجتهاداً كبيراً في ان ينتزع (كلمة) من محبوبته التى كانت تكتفي بتلك الرموز ،وكان هو يحتفي بذلك حيناً ويعترض على ضنينها ذلك احياناً اخرى… ولكن ليس باليد حيلة.
• العلاقة بينهما استمرت لاكثر من ثلاث سنوات كان هو يرسل لها في القصائد العاطفية ويرفلها بمقاطع من اغنيات محمد وردي وعثمان حسين والطيب عبدالله وكانت هي ترد بالرموز التعبيرية ، تارة وجه ضاحك وتارة اعين مفتوحة.. تارة قلب برتقالي.. وتارة قلب اصفر ، وهكذا دواليك.
• استمر الوضع على ما هو عليه إلى ان ارسلت له يوماً (قلب) مشطور لقسمين (قلب مكسور) ، عجز ان يفهم قصدها من ذلك الرمز الى ان دخلت عليه والدته (التومة بنت الجرك) لتقول له : (الليلة عقد فتحية بنت اللديح)، ليسقط مغشيّاً عليه من هول المفاجأة.
(3)
• الامر هذا يذكرني الآن بسير التفاوض بين المجلس العسكري وقوى اعلان الحرية والتغيير، اذ اشعر ان اندياح قوى اعلان الحرية والتغيير و(كسيره) هذا، يقابله المجلس العسكري بمثل ما كان من (فتحية بنت اللديح) وهي تكتفي بالرد على محبوبها عبر التعبير الرمزي.
• المجلس العسكري يكتفي الآن في تفاوضه مع قوى اعلان الحرية والتغيير بالـ (إيموجي)… فان فاوضت الحرية والتغيير وان علقت التفاوض او اجلت لم تجد من المجلس العسكري اكثر من (رمز تعبيري) على ذلك الوضع تصعيداً كان ذلك او تقريباً.
• يفض الاعتصام .. تحدث مجزرة في الابيض ..يسقط عشرات الشهداء …ولا شيء من المجلس العسكري اكثر من (رمز تعبيري).
• والرموز التعبيرية للمجلس العسكري تارة (مندس) ، وتارة (ملثم).
• نحن قريبون جداً من حكاية البنت الشيوعية التي اخرجت بندقية (خرطوش) من شنطتها وقتلت الدكتور بابكر عبدالحميد.