صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

  إنقلاب نقص الحياة والأدوية المنقذة !! 

11

صباح محمد الحسن

أطياف – صباح محمد الحسن 

إنقلاب نقص الحياة والأدوية المنقذة !! 

تخطو مسيرة المجلس الإنقلابي نحو الهاوية يوماً بعد يوم، يوازيها شعور ( مُتجمد ) من قبل الانقلابيين ليس بالتدهور الاقتصادي والسياسي الذي لازم فترتهم القصيرة ذات النتائج الكارثية فحسب ، ولكن لأن الآثار السالبة للانقلاب اصبحت تنعكس على حياة المواطن بصورة يومية ، وبوتيرة متسارعة ومخيفة ، فالمواطن فجيعته ليست في الكذبات السياسية التي رفعت كشعارات تسهل (عسر هضم الانقلاب) ، ولكنه مفجوع في كذبة الإصلاحات والإجراءات التصحيحية التي اكتشف انها إجراءات (تخريبية) بدأت بأكل عيشه في أسعار الخبز، وكل مايحتاجه في يومه من كهرباء ووقود ومواصلات وتحولت الآن الى خطر يهدد حياته فما كشفه العاملون في قطاع إنتاج واستيراد الأدوية عن خروج أكثر من 160 شركة أدوية من السوق بعد زيادة رسوم تسجيل الأدوية بنحو 300 في المائة، والذي انعكست على رتفاع كبير في أسعار الأدوية ، هو أمر مُقلق للغاية ويعد واحد من الازمات الحقيقية التي تهدد حياة آلاف المواطنين.

وحسب رئيس شعبة الصيدليات السابق الدكتور نصري مرقص إن البلاد تشهد شحاً في الدواء خاصة أدوية الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط والأمراض النفسية وقطرات العيون، وأوضح أن السلطات سمحت لشركات الأدوية بتوفير الدولار من السوق الموازي مما أدى لارتفاع سعر الأدوية بنسبة تتجاوز 300% . وأشار إلى أن شركات الأدوية أضطرت لتخفيض كميات الأدوية المستوردة إلى 25 في المائة بسبب التناقص الكبير في رأس مالها ودعا للعودة إلى دعم دولار الدواء من أجل رفع المعاناة عن المواطنين .

ولأن رفع المعاناة عن المواطنين عصي في هذا التوقيت قبل أن تتحقق لرئيس الشعبة أمنياته بالعودة الى دعم دولار الدواء كشفت جولة لـ(الصيحة) على عدد من الصيدليات بالخرطوم، عن انعدام بعض أصناف الأدوية المُنقذة للحياة و(الأنسولين) لمرضى السكري، فضلاً عن شح في أدوية السرطان.

وأبلغ صيادلة، (الصيحة) أن دواء (الأنسولين) لمرضى السكري غير متوفر في الصيدليات والمستشفيات، وكشفوا عن ارتفاع أسعار أدوية السرطان.

لذلك أن المواطن الآن ليس بحاجة الى توافق سياسي يجعله ينتظر عودة القادة الانقلابيين الى رشدهم والتراجع عن قراراتهم الفاشلة، فالمواطن الآن يريد أن يعيش، العيش الذي تجاوز رهق ما يعجز عن دفعه في منافذ الخبز او طلمبات الوقود ، المواطن الآن يبحث عن دواء يريد أن يشتريه بأي ثمن لإنقاذ حياته ولم يجد، هذا الانقلاب اضراره ومصابه تجاوزت الجدل السياسي في دور الاحزاب السياسية، ومنصات الشجب والإدانة للاعتقالات وقمع الحريات وقبلها الوحشية في ممارسة قتل الشباب، هذا الانقلاب دخل البيوت كداء خبيث تسلل الى حياة المواطن والآن (هبش عضم) الصحة والعافية.

وهذا ماكنا نخشاه عندما عقبنا هنا عن حديث وزير المالية عن الميزانية والذي قال فيه إن البلاد بهذه الميزانية ستشهد استقراراً اقتصادياً، وتبشر بخير وفير سينعم به المواطن السوداني ،وأنها واقعية وتهدف لتحسين معاش المواطنين من خلال توفير حماية كافية لدعم الخدمات الصحية والتعليمية ودعم الأسر المتعففة وان الموازنة ركزت على إستقرار سعر الصرف لضمان الاستقرار الاقتصادي) وقلنا انه ضرب من ضروب العبث ، والآن ينكشف المستور وتظهر سوءات القرارات الخاطئة غير المدروسة ، والتي ما اتخذها البرهان الا لإرضاء ( شلة ) من السياسيين الذين كانوا يدفعونه لها استناداً على المكايدات السياسية وانتصار جهة او مجموعة على أخرى ، الآن فليخرج على الشعب جماعة القصر والميثاق ومجموعة الفلول التي اختبت خلف اللافتات لتصنع هذا الواقع البائس، ليخرجوا فقط على تلك القنوات التي كانوا ينشرون عليها الأكاذيب أن ما سيأتي سيكون هو الحل والمخرج، تعالوا قولوا للمواطن البسيط الذي لا ناقة ولا بعير له في السياسة أين يجد الأنسولين؟

ليت الكوارث على المواطن المغلوب تنتهي عند هذا الحد فتصريحات قائد الجيش انه لن يسلم السلطة الا لحكومة منتخبة (وكأنه جاء عبر صناديق الاقتراع رئيسا للدولة برغبة الشعب) هي بتعبير ولغة أخرى تعني المزيد من المعاناة على المواطن المغلوب.

طيف أخير:

الاعتقالات وسط الثوار، رياح لن تزيد نيران الثورة إلا اشتعالاً

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد