ما تزال السلطات تكتم انفاس الاذاعة الجماهيرية التي ولدت بأسنانها (هلا 96) وتحكم قبضتها على (زمارة رقبتها) وتخنق وتخرس صوتها بمنعها من معاودة البث، مثل رفيقاتها الاذاعات الأخريات اللائي عدنا لمواصلة البث، وما تزال الاذاعة موقوفة حتى اليوم منذ ايقافها بواسطة السلطات يوم الانقلاب (25) اكتوبر الماضي، ولم تفلح كل المساعي التي بذلتها ادارة الاذاعة لفك الحظر عن الاذاعة والسماح لها بمعاودة البث،فرغم ان الادارة سلكت ذات الطريق الذي سلكته ادارات الاذاعات الاخرى التي سمح لها بمعاودة البث، بمقابلتها للضابط المعني بالأمر بهيئة البث، والحديث معه حول دور الاذاعة الوطني والشعبي ومحاربتها للعنصرية والقبلية ومناهضتها لخطاب الكراهية، الى آخر برامجها التي تمثل صوت الشارع وصوت من لا صوت له، ويكفي الاذاعة فخرا أن شعارها الذي يردده مذيعوها دائما هو(سمّعنا صوتك)، وكانت بالحق صوتا للمستمعين كافة،وكان الرد ايجابيا من المعنيين بهيئة البث وقالوا حديثا طيبا عن الاذاعة ووعدوا باطلاق سراح صوتها، ولكن للأسف لم يتم الوفاء بهذا الوعد حتى الآن وما تزال الاذاعة تحت الايقاف، وكأن ما قالوه من حديث طيب عن الاذاعة والوعد الذي بذلوه بفك حظرها كان على طريقة (عدي من وشك)، كما تواصلت ادارة الاذاعة مع وزارة الاعلام وخاطبتها بشأنها، الا ان الوزارة لم تقل شيئا ولم ترد حتى الان لا سلبا ولا ايجابا، وكأن الامر لا يعنيها ولا دخل لها به مع أنها الوزارة المعنية بالعمل الاعلامي وتفرض عليها هذه الصفة الوظيفية التفاعل مع كل قضايا الاجهزة الاعلامية بمختلف اشكالها..
خلاصة القول ان اذاعة (هلا 96) تظل حتى اليوم هي الاذاعة ربما الوحيدة التى ما تزال تحت الايقاف، وفي ذلك وأيم الحق ظلم بائن واستهداف واضح لهذه الاذاعة، وليس هناك من سبب لابقاء هذه الاذاعة تحت الايقاف حتى اللحظة، غير التعسف والاستهداف المتعمد، دعك من أن مثل هذا الاجراء يصادم ويناقض أحد أهم شعارات الثورة المنادي بالحرية، وبالطبع تأتي حرية الرأي والتعبير وحرية الاعلام على رأسها، وهي حرية لا يجب المساس بها، واذا كان لمن أوقفوها مأخذ عليها فدونهم القضاء فليذهبوا بها اليه ويتحاكموا لديه، أما ان توقف هكذا بالمزاج والتقديرات الشخصية فذلك هو الظلم والتعسف والتجبر، هذا علاوة على أن مثل هذا الإجراء (الايقاف بقرار اداري)، يعد ضربا من المحال في ظل الأجواء المفتوحة وثورة الاتصالات التي ألغت كل حاجز ومانع بما يجعل من كل حاجب أو مانع لا أثر له، ولن يفيد في شيء غير أن يحسب ضد متخذه، وخاصة في حالة إذاعة مثل هلا 96 ارتبط بها مستمعون ومتابعون كثيرون حرموا منها كل هذا الوقت..