أي نظام سياسي نهض بالبلد الذي يحكمه إلا وكان لتطبيق القانون واحترامه وإتاحة الحريات السهم الأكبر في النهضة والاستقرار السياسي في ذلك البلد المعني… وأي رفاهية كانت من نصيب أي شعب من شعوب الدنيا إلا وكان لاحترام سيادة القانون وتطبيقه ، وإعلاء شأن الحريات النصيب الأكبر في هذه الرفاهية..
وما من مجتمع تعافى من الفساد المالي والإداري والأخلاقي إلا وكان الترياق لتلك الأمراض هوالحسم وعدم التهاون في تطبيق القانون على الكبير قبل الصغير، والمدير قبل الغفير وعلى الرئيس قبل الوزير وعلى الشريف قبل الوضيع في ظل مساحة واسعة من الحريات السياسية والإعلامية والدينية…
نمو الاقتصاد ونهضته يحتاجان لاحترام كامل لسيادة القانون، وتحقيق قيم العدالة الاجتماعية، وإقامة العدل بين الناس تحتاج إلى احترام سيادة القانون وتطبيقه بحسم على أن يستوي في ذلك الجميع في ظل حريات واسعة ينعم بها كل الشعب سواء بسواء، ولنا في دولة الخلفاء الراشدين التي نهضت بالعدل والحرية أسوة حسنة…
الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني يحتاج إلى علو كعب القانون واحترام سيادته وتطبيقه كما ينبغي على الكل مع وجود حريات معتبرة يحكمها وينظمها القانون…
المجتمعات التي تقدمت ونهضت ونفضت عن نفسها غبار الركون والاسترخاء إنما تسنى لها ذلك باحترامها للقانون وتطبيقه بحسم وحزم حتى على رؤسائها وهم في سدة الحكم…
بحثت كثيراً وأمعنت النظر في الأنظمة السياسية الديمقراطية في الغرب فوجدت أن )شفرة( النهضة والاستقرار هي عبارة من كلمتين فقط هما )القانون والحرية(…القانون يمثل الكابح الأساسي لأي انحراف سياسي او اجتماعي أو اقتصادي.. والحرية تجعل الإعلام أهم سلطة رقابية على أداء السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، بل إن إطلاق الحريات يجعل المجتمع كله رقيباً وقيماً على موارد الدولة ومصالحها العليا…
وبحثت أيضاً ونقبت كثيراً في الأنظمة الشمولية التي تحكم عالمنا الثالث فوجدت أن أس البلاء واسباب التخلف تنحصر في غياب »القانون والحريات«..
تمعنت الامر جيداً فوجدت ألا فائدة ولا أمل في نهضة حقيقية ولا إصلاح ولا استقرار سياسي في ظل وجود أنظمة شمولية تتحكم في السلطة والموارد هذه الانظمة لن تنهض ببلدانها لأن المدخل الأساسي للنهضة الاقتصادية، والاستقرار السياسي والامني ورفاهية الشعوب هو إطلاق الحريات وتطبيق القانون واحترامه، وهذا امر يستعصى بشدة لأي نظام شمولي عنوانه الابرز الفساد وكبت الحريات، لذلك فإن الحل هو التمكين للقانون والحريات ..اللهم هذا قسمي فيما املك.
نبضة أخيرة: ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.
