صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

برافو المؤتمر السوداني

17

بشفافية – حيدر المكاشفي

برافو المؤتمر السوداني

في ردة فعل غاضبة وسريعة، بادر حزب المؤتمر السوداني لاستهجان ورفض خطاب الكراهية الذي مارسه أحد أعضاء الحزب، بل مضى الحزب أبعد من مجرد الاستهجان والاستنكار، وأصدر بيانا للرأي العام عبر فيه عن شعوره بالصدمة والألم على ما خطه عضو الحزب سامي صلاح على صفحته بموقع فيسبوك، والذي يحمل إشارات عنصرية بغيضة ومرفوضة تتناقض جوهرياً مع مبادئ وقيم حزب المؤتمر السوداني. وأوضح البيان أنّما كتبه عضو الحزب يشكّل خروجًا بيّنًا على كلّ المبادئ والقيم التي ظلّ ينادي بها الحزب ويناضل من أجلها منذ تأسيسه، وقرر الحزب إيقاف عضوه سامي صلاح، وإحالته إلى لجنة محاسبة تمّ تشكيلها من الأمانة العامة، وسترفع لجنة المحاسبة توصياتها لقيادة الحزب عاجلاً حتى تتّخذ الإجراءات الصحيحة في مُواجهته..ولا نملك ازاء هذه الوقفة المشرفة للمؤتمر السوداني في رفضه القاطع للعنصرية وخطاب الكراهية، الا ان نثمن عاليا هذه القيم والمبادئ التي أعلن الحزب تمسكه بها والدفاع عنها..وشتانما بين الموقف المشرف للمؤتمر السوداني الرافض للعنصرية وخطاب الكراهية، والموقف المخزي لجماعة الاسلام السياسي وفلول حزبهم المحلول، اذ لم ينبسوا ببنت شفة لادانة ورفض سب أحد كوادرهم للدين الذي يدعون حمايته، وتفوهه بعبارات عنصرية في حق الاستاذ لقمان أحمد مدير الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون الذي أقاله الانقلاب، بل للعجب انبرى بعضهم للدفاع عن من سب الدين و ولغ في فتنة العنصرية..فتلك هي بضاعتهم كما سنرى..


كم كانت مؤذية وجارحة وفاحشة تلك الاوصاف التي أطلقها عضو المؤتمر السوداني، في حق عدد من قيادات ما يعرف باعتصام القصر الذي اشتهر ب(اعتصام الموز) لظهور تلال من الموز في باحة اعتصامهم، والعبد لله شخصيا على خلاف كبير مع هذه الجماعة وكثير ما كال اليهم الانتقادات اللاذعة كتابة وقولا، فالمشكلة ليست في الخلاف ولكن في الطريقة التي تعبر بها عنه، بانتقاد وذم الممارسات والمواقف وليس الشخصيات، وان تمارس النقد والهجوم بعيدا عن الاشارات العنصرية وخطاب الكراهية، ومن فحش تلك الأوصاف التي اطلقها عضو المؤتمر السوداني وشناعتها أن لا أحد تسمح له أخلاقه بأن يطلقها هكذا كما فعل عضو الحزب، والدرس المستفاد من تلك الأوصاف المسيئة بما وجدته من اشمئزاز عام واستهجان عارم كبير، انها تصلح أن تكون مدخلا للحديث عن أدب الاختلاف والبعد عن خطاب الكراهية الذي شد ما تحتاجه بلادنا من أجل ترقية وتنقية الحوار السياسي من الأوشاب اللفظية وإصحاح بيئة الاختلاف من الحسك والقشف ولغة (الرمتالة)، باعتبار أن ذلك هو أول عتبات التعافي الوطني.. ولن نذهب بعيداً في استدعاء الأمثلة، فعندنا هنا في السودان حفلت مضابط الجمعية التأسيسية خلال سني الستينيات وما قبلها بأدبيات رائعة وراقية في السجال السياسي، وكلمات أنيقة ونكات ذكية يتم تداولها في صلب الجدال والحوار بين التيارات السياسية المختلفة، ثم ما لبث الحال يتدهور ويتدنى حتى بلغ مرحلة التنابذ بالألقاب التي استنتها صحافة الجبهة الإسلامية خلال العهد الديمقراطي الذي أعقب انتفاضة أبريل، فظهرت مسميات قبيحة مثل (منتشة) الذي أطلقوه على مولانا أحمد الميرغني رحمه الله الذي كان يرأس مجلس رأس الدولة حينها، وذلك سخرية منه على طريقة قراءته للآية الكريمة (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء الى اخر (الاية الكريمة)، ومثل لقب (التوم كديس) الذي أطلقوه على وزير الاعلام عن الحزب الاتحادي وقتها، التوم محمد التوم، و(البراميلي) الذي ألصقوه بعبد السلام الخليفة، وغيرها من مسميات تدخل في عداد التنابذ بالألقاب..

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد