جاء في الأخبار أنه وفي خطوة مفاجئة، أعلنت الحرية والتغيير، مجموعة الميثاق الوطني، المشاركة في مواكب 30 يونيو الجاري وقال المتحدث الرسمي باسم جماعة الميثاق محمد زكريا بحسب (سودان تربيون) إننا ندعو جماهيرنا وكل دعاة الديمقراطية وعموم الشعب السوداني للتظاهر السلمي في 30 يونيو للتأكيد على مكتسبات الثورة . وأضاف “ يجب أن نحرس الثورة من دعاة الإقصاء وأصحاب الأجندات الحزبية الضيقة “ ، واعتبر زكريا الوفاق السياسي العريض بمثابة السبيل الوحيد للخروج من الازمة الراهنة، داعيًا إلى تنفيذ السلام واستكماله .
ومجموعة الميثاق التي خططت ونفذت ولعقت سبابتها بعد ان شبعت من موائد الإنقلاب الذي أغلق الآن ابوابه دونها ، هي التي تعدت على مكتسبات الثورة عندما حطمت قواعد المبادئ وانحازت الى الانقلاب الفاشل ، الم يقل التوم هجو قولته الشهيرة ( الليلة مابنرجع إلا البيان يطلع ) ، فطلع البيان وطلع معه التوم هجو من المولد صفر اليدين ، هذه المجموعة التي ركلها البرهان وتخطاها ، اصبحت تتسكع على طرقات السياسية بعدها رأت ان تبحث لها عن مدخل يعيدها الى الشارع الثوري، الشارع الذي لفظ التوم هجو واركو مناوي وجبريل ابراهيم باقوالهم وافعالهم ومواقفهم ، ومسح تاريخهم السياسي ، الشارع الذي صمد عندما تسلل كل المتملقين والمتسلقين وارتموا في أحضان العسكر والآن وبعد ان وجدوا انفسهم يقالدون الهواء طفقوا يبحثون عن شعارات الثورة ليختبئوا خلفها ويداروا فشلهم وخذلانهم .
وثورة البواسل اصحاب الصدور العارية ، الذين قدموا انفسهم ثمنا للحرية والكرامة ، في زمن تكثر فيه الاغراءات وتتم فيه عمليات البيع والشراء للذمم في الاسواق والطرقات ، ظل شبابها يقبضون على جمر القضية ويتشبثون باحلامهم حتى آخر نفس ، هذه الثورة كانت تحتاج الى رجل شجاع وموقف وطني مشرف فقط ، والآن هي ليست بحاجه الى ( زيادة عدد ) هي فقط كانت تريد من بعض المتخاذلين المتآمرين عليها ان يتنحوا جانبا ، ولكن اين كانت مجموعة الميثاق كانت تضع يدها على يد القتلة الذين دمروا الارض وعاثوا فيها فسادا.
المتشوقون للحرية ، والمتنفسون عبير النضال الذين تضج قلوبهم بحب الوطن قادرون على تحقيق امنياتهم التي كلما طال الانتظار زادهم ايمانا بان الحقوق لاتمنح كالهبات ، الحقوق تنزع نزعا من مخالب الطغاة ، لذلك ان مجموعة الميثاق المترنحة خيبة على طرقات السياسة ان خرجت ستخرج لتعبر عن مواقف مرتجفة بلل ثيابها الفشل ، وسقوط تحتدم به الحكايات التي كتبت نهاياتها بحبر من زيف ، لذلك لا يستقيم هذا مع مواقف الثورة التي يهتف الثوار فيها بقلوب صلبة ووجوه عشقت وادمنت رائحة البمبان وايادي تصطاد قنابل الغاز المسيل للدموع د وصدور خلعت عنها رداء الخوف والوجل.
والتوم هجو من قبل قال ان كان لهم شارع وخرجوا اليوم نحن لنا شارع سنخرج غدا ، فلماذا لاتخرج مجموعة الميثاق في مواكب خاصة بجماهيرها التي تحدث عنها زكريا ، فشوارع ثورة ديسمبر ليس لها حاجه في الذين يحملون لها نصف وفاء وربع قضية ولاشيء من الإنتماء ، لذلك كان على هجو ومجموعته ان يمارسوا الوقوف على الأطلال بكاءً على جُدر القصر الجمهوري الذي فتح لهم ابوابه للخروج بدون عودة ، أما الثورة فلا وقت لها للمواساة فإن وقفت لقراءة هذه التصريحات سيفوتها الموكب.
فمجموعة ( الموز ) ان خُدعت في البرهان فهذا ليس جديدا على الشارع في شيء ، وان لم تخدع فإن مشاركتها في المواكب ستجعلها في عداد المندسين الذين يظهرون خلاف ما يبطنون للثورة ، فالثورة لاتثق في من دعا بالأمس للانقلاب ويخرج اليوم ليدعو عليه ، فمجموعة الميثاق مثلما تم استخدامها لهزيمة الثورة من قبل يمكن ان تستخدم لهزيمة الشارع من جديد ، فوعي الثورة اكبر من هذه الحيل ، فالشارع عندما طالب باسقاط الانقلاب طالب ايضا باسقاط كل من بايعه وكل من دق له الدفوف والمزيكة عند بوابة القصر ، كفوا عن الهرولة لقد فاتكم القطار .
طيف أخير:
٣٠ يونيو ليست نهاية المطاف النهايات عندما تتحق الأهداف!!