قدر الله التوقيت المناسب لكشف حقيقة الذين يدعون أنهم اهل التقوى والدين ، واختار الله الزمان والمكان ، ليسكت به ألسنة الملتمسون للبرآء العنت الذين ظلوا يتهمون الثوار في اخلاقهم وفي سلوكهم وفي كل ما عافاهم الله منه من الآثام والعيوب الذين ظلوا عبر حملاتهم يصورون ثورة ديسمبر وشبابها في الشارع ماهم إلا مجموعة من السكارى والمخروشين وينعتون فتيات الثورة وكنداكاتها بقلة الحياء والأدب حتى اقسم البعض منهم قسما مغلظا ان الذين خرجوا في تظاهرات ٦ ابريل انهم لاعلاقة لهم برمضان وصومه
ولم تسلم الثورة حتى من بعض شيوخ دينهم الذين اعتلوا المنابر وصفوا الثورة بأقبح العبارات ، الثورة التي فيها من الشهداء من هو حافظ للقرآن وفيها من كان مؤذنا وامام مسجد وفيها من تربطه علاقة مع ربه لايعرفها احد حتى بعد رحيله ، وهذه الحقيقة يعلمها هؤلاء المزيفون ولكن دائما مايحاولون إنكارها لشي في نفوسهم
واختيار الله للزمان في ان يكون شهر رمضان شهر التوبة والمغفرة شهر الستر والعفاف والصوم عن الفواحش وكل ماهو بذئ وحفظ اللسان ، والابتعاد عن النميمة ، اختاره الله لكشف فضائحهم ليخبر الناس انهم يظهرون خلاف مايبطنون ، حتى انه كان الزمان مناسبا في الوقت الذي صعد فيه الكيزان مرة اخرى على منبر الاحداث السياسية ليخطبوا في الناس من جديد ، أنهم الأخيار الذين فرط فيهم الشعب ، وان كل من جاء بعدهم ماهو الا فاسق وكافر وفاسد ، وكأنما اراد الله أن يذكر الناس من جديد أن نسوا ، انهم لهؤلاء لم يتوبوا وانهم غير نادمين ، وانهم على استعداد لتكرار افعالهم وكل ما أرتكبوه من جرائم وفساد اخلاقي ، وانهم منافقون يدعون أنهم الاتقياء الانقياء وماهم الا همازون ولمازون تضج مجالسهم بالغيبة والنميمة
والمقطع الذي يكشف عن اغوار مريضة وصدئة ويعبر عن النفسية (الكيزانية ) الحقيقية ، التي تعج جوانياتها بالبغضاء والعنصرية ، التي تتلفح سماحة الدين مظهرا وثوبا ، وتتناقض دواخلها وجوهرها في مايحمله من طبائع ومن سلوك
والحديث العنصري عن الزميل الاستاذ لقمان أحمد الذي رغم اختلافنا معه مهنيا وانتقادنا له لقبوله العمل تحت مظلة الانقلاب وهو المحسوب على الثورة ، يبقى مرفوض بلا شك ، من قبل الذين دمروا هذا الوطن باداة التفرقة والعنصرية البغيضة ، التي قسمت السودان وزرعت الاحقاد والكراهية بين ابناء الوطن الواحد ، فالثورة المعلمة عندما هتفت ياعنصري ومغرور كل البلد دارفور كانت تعلم ان العنصرية هي أس البلاء في هذا الوطن وانها سبب كل جراحاته القديمة والحديثه
واختيار الله للمكان قاعة المحكمة (مسرح العدالة والإنصاف) قدر الله ان تكشف فيه خيوط اللعبة فعندما كتبنا في هذه الزاوية ان محكمة الانقلابيين ماهي الي مسرحية سمجة يلعب فيها القضاء دورا هزيلا ينسف به تاريخ القضاء السوداني المشرف كنا نعلم انها محكمة سياسية ، يزور فيها القاضي البشير في سجن كوبر وفي المستشفى ويتصل بمدير السجن ليسمح لهيئة الدفاع ان تجتمع بالمتهمين جماعة داخل السجن وتعد الجلسات وتطبخ بعيدا عن قاعة المحكمة
والمقطع وفي دقائق يأبى الا أن يكشف كل شي عميق وكبير ومخجل في زمن قليل ، مشاعر الحقد والعنصرية ، وسب العقيدة بجانب الكراهية والخوف والرعب من ثورة ديسمبر المجيدة ، فقد ظهر وتبين ان الكيزان يتابعون حركة المواكب كما يتابعون مباراة فريقهم المفضل ، ينتابهم الخوف من النتائج وترعبهم تفاصيل احداثها يعرفون اعداداها ومساراتها ، وهذا هو سبب التشكيك فيها والهلع من ان يقول الشارع كلمته من جديد ويستيقظوا من احلامهم ويعود بهم الزمان مرة اخرى الي مزبلة التاريخ
فحملات التشويش المستمرة التي يقودها الفلول ضد الثوار وتشويه سمعتهم بأنهم خريشة وقليلو الحياء والادب و يدفعون لها مليارات الجنيهات قدر الله ان يكون القصاص للثوار مجاني عبر الهواء وعلى الملأ ، ولكن ليتهم بعد ذلك يعتبرون .