إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، مَن يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد :
أعلموا أيها الأحباب أن هنالك صفات لابد أن يتحلى بها المؤمن الحق وهي أن يسلم الإنسان من لسانه ويده وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”.
فكيف يحفظ المسلم عليه لسانه من الهمز واللمز وهما مرضان عظيمان من أمراض اللسان ، وهما يشتركانِ معا في أنهما من عيوب الخلق ، وقد جعلهما الله سبحانه وتعالى من كبائر الذنوب إذ إنها تطلق اللسان في الخوض في أعراض المسلمين ، ولأهميتها سمَّى الله سورة في كتابه العزيز بسورة الهمزة لتوضيح خطر الهمز واللمز على قائله وعلى المجتمع الإسلامي.
سورة الهمزة هي مِن سُور القرآن الكريم التي نكرَّرها دائما بالقراءة أو السمع ، وتحتاج منا أن نقف ونتأمل ونتدبر في معانيها قال – تعالى -: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ﴾ الهمزة: [1 -9]
أيها المسلمون :
قد يسأل سائل : وما هو الهمز؟ الهمز هو (الشخص) الذي يعيب على الناس بالإشارة أو الفعل ويطعن عليهم بشدة وعنف ، وهي عادة قبيحة كانت موجوده في عصور الجاهلية الأولى لكنها للأسف الشديد لا زالت في مجتمعاتنا الحالية حيث توارثتها الأجيال ، ولكن جاء الدين الإسلامي بالقرآن العظيم يكرهها ويبغضها ، ويطالب المسلمين بالترفع والتخلي عنها وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى بقوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } سورة الحجرات.
واللمز هو أن يذكر الإنسان أخاه الإنسان أمام عينه و في وجهه بكلام يعيبه ولو مخفي وغير صريح ، وسبحان الله ممكن يكون كلام في الخفاء ولكنه يكون أشد قساوة من الكلام الصريح المعلن ، وأشد جرحًا في داخل النفس ، لأن فيه مع التجريح بالعيب إستغبائه واستغفاله للشخص الذي يلمزه ، أو يوجه إليه الكلام.
أيها الأحباب :
إن من يقومون بالهمز واللمز لهم يوم القيامة عقاب عظيم لأنهم يقومون بإظهار عيوب الناس سواء بالأفعال أو الأقوال ، وإذا اللمز والهمز من أخلاق أهل الجاهلية الأولى أي أهل الكفر والشرك ، والنفاق فلا يجب أن تكون من أخلاق المسلمين الذين يتبعون مبادئ القرآن الكريم ويسيرون على هدي سنة رسولنا الكريم ، قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ،(المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم رواه مسلم.).
، اللهم طهّر ألسنتنا من كل سوءٍ واحفظنا من كل زللٍ وتُبّ علينا من كل ذنبٍ يا أرحم الراحمين.. وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه غفور رحيم .