. عشنا وشفنا العجب يمشي على رجلين اثنتين في هذا السودان الذي قزمه الكثير من ساسته (الله لا جاب عقابهم).
. فقد حملت الأنباء أن بعض المشاركين في مسيرة تأييد للجيش (مدفوعة الأجر) قد اعتدوا بالضرب الشديد. وسرقوا ممتلكات الصحفي عبد الرؤوف طه العامل بقناة الجزيرة أثناء تغطيته للمسيرة.
. ويتعجب المرء حين يعلم أن أؤلئك الشيوخ ومن رأيناهم داخل القطار الذي تحرك من عطبرة صوب الخرطوم – في تقليد بليد- لقطار عطبرة الذي حمل الثوار الأنقياء الذين لحقوا برفاقهم في اعتصام القيادة، يتعجب المرء حين يعلم أن مؤيدي الجيش (المزعومين) رفعوا شعارات إفك وتضليل (كعادتهم) مفادها رفض التدخل الأجنبي في السودان، مع إننا لم نعرف التدخل الأجنبي والإحتلال الكامل لأراضينا إلا خلال عقود حُكمهم غير الرشيد.
وما يزيد المشهد عجباً وغرابة إنهم يؤدون الجيش وفي ذات الوقت يدعون رفضاً للتدخل الأجنبي في شئوننا الداخلية مع أن أول من إلتقى رئيس وزراء الكيان الصهيوني هو ربيبهم الإنقلابي البرهان الذي ارتكب جرائم لا تحصى ولا تعد في حق هذا الوطن وأهله.
. أما حين تعلم عزيزي القارئ بأن أحد رموز مجلس الحُكماء المزعوم أيضاً هو البروف محمد حسين سليمان أبو صالح فلابد أن تُصاب بالقرف والإشمئزاز، فالرجل رغم علمه ومؤهلاته العالية التي لا نكابر حولها شارك بمنصب وزير في حكومة المخلوع البشير، وكان واحداً ممن أشرفوا على درجة علمية مُنحت لحرمه وداد.
. ولهذا ظللت أتعجب لثوار يشيدون بمحاضرات ولايفات أبو صالح ويحدثون الناس عن استراتيجياته وخططه وفكره الذي لا يأتيه الباطل.
. فمن لا يصون شرف المهنة ويحترم أستاذيته لايمكن أن نأمنه على وطن يا قوم، فكفاكم عواطف وأراء انطباعية أوردتنا مهالك لا تنتهي.
. ومن قال لكم أن مشكلة هذا السودان تتمثل في ندرة العلماء والمخططين والإستراتيجيين وأصحاب الفكر!!
. بلدنا مليء بالعلماء في كل الضروب ولدينا مخططين واستراتيجيين قدموا عصارة علمهم منذ زمن، لكن المؤسف أن الناس لم يسمعوا لهم لأنهم عملوا من أجل هذا الوطن فقط دون أن يحيطوا أنفسهم بمجموعات من الأرزقية والمتكسبين الذين يروجون لأفكارهم ويعيدون نشرها نظير أجر مدفوع مثلما يحدث مع الكثير ممن لا أخلاق لهم.
. إذاً مشكلة هذا البلد تتمثل في انعدام الأخلاق والضمير الحي لا في ندرة العلماء والخبراء.
. ولو كنتم تسمعون للخبراء الأنقياء ذوي الحس الوطني العالي لعبرنا قبل أن يسمع السودانيون بقحت وحمدوك ومجلس الحكماء المفترض.
. ويتضاعف قرفي وإشمئزازي حين أفكر في الحكمة المُفترى عليها وأنا أسمع عن إعتداء من يأتمرون بأمر مجلس للحكماء على صحفي بالبونية والشلاليت، بل وسرقة مقتنياته كمان.
ماذا ترك (الحكماء) للعصبجية والبلطجية في هذه الحالة بالله عليكم!!
. أي حكمة هذه التي تقود أصحابها للعنف المفرط تجاه كل من يختلف معهم!!
. أكثر من مائة بلطجي (عجوز) يضربون إعلامياً وتقول لي مجلس حكماء!!
. ودعونا نسأل كل عجوز (مُستصيب) على قول (حبوبتي) ستنا ( رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها الفردوس الأعلى) ممن شاركوا في المسيرة عن مبررات دعمهم للعسكر.
. هب أيها الشيخ الذي لا يحترم شيبه، ولا يستحي من أحفاده أن كل من أيدوا وشاركوا في ثورة ديسمبر المجيدة عملاء ومخربين و(مُحرشين)، وأجب لنا على الأسئلة التالية حتى ينظر لك أبناؤك وأحفادك كرجل رشيد و (حكيم) ونزيه ووطني يستحق الاحترام.
. من الذي يعين أطرافاً خارجية في نهب وسرقة كافة سلعنا الإستراتيجية دون أن يدخل خزينة المالية دولار واحد!!
. من الذي يسمح بالتهريب وخروج إناث الماشية السودانية، هذا العمل الإجرامي الذي يعد خيانة عظمى في البلدان المحترمة!!
. من الذي سمح لأجهزة مخابرات العديد من الدول بأن تستبيح هذا السودان وتتحرك فيه بكل حرية، ومسئولية من منع مثل هذا العمل بالله عليكم!!
. من الذي هدد أمن المواطن السوداني وقتل وشرد أهل الكثير من مناطق الوطن لهذا السبب أو ذاك!!
. من المسئول عن استرداد أراضينا المحتلة!!
. من الذي يتاجر بالدم السوداني في اليمن ويجعل من جنودنا مجرد مرتزقة يموتون موت (الضأن) في ذلك البلد!!
. من الذي أضعف الجيش السوداني عبر تمكين المليشيات والقبول بقادتها الذين لم ينتسبوا لأي كلية عسكرية ورغماً عن ذلك مُنحوا أعلى الرتب!!
. من الذي إستأثر بكل مؤسسات هذا البلد وبنى العمارات الشواهق في كل بقعة من عاصمتنا!!
. من الذي باع وأجر الأراضي التابعة لأسلحة الجيش لتُبني عليها الدكاكين والمحلات التجارية وتفقد بذلك هذه المناطق هيبتها بعد أن كنا نقرأ أمامها لافتات تقول ” منطقة عسكرية يُمنع الاقتراب والتصوير” وقت أن كانت لدينا مؤسسة عسكرية تُحترم!!
. من الذي سمح بدخول حاويات المخدرات!!
. ومن… ومن…!!
. وقت أن يملك أي منكم الجرأة والحجة للإجابة على هذه الأسئلة يحق له المشاركة (بعين قوية) في هكذا مسيرات.
. أما بدون ذلك فأستغرب كيف تواجهون أبناءكم وأحفادكم، بل كيف يحتملكم هؤلاء الأبناء والأحفاد ويستطيعون التعامل معكم بأريحية.