بعض أدعياء الوطنية والكذبة والمنافقين لم يعوا الدروس المتواترة التي يقدمها شبابنا الأنقياء الأسود والكنداكات.
. فلا يزال هؤلاء الأرزقية (كبار العمر صغار العقل وعديمي النخوة والرجولة) يمارسون نفس التضليل والتغبيش الذي صار دأباً للكثير من الإعلاميين والخبراء (المفترضين) طوال ثلاثة عقود تعد الأسوأ في تاريخ السودان القديم والحديث.
. يتوهم هؤلاء المتكسبين أن القليل من كلمات الحق التي يريدون بها باطلاً بيناً من شاكلة “قفل الطرق وإعاقة تدفق السلع يضر بالإقتصاد الوطني”، يتوهمون أن مثل هذه الكلمات يمكن أن تجد صدىً وسط السودانيين (الجد)، وقد فات عليهم أن شباب اليوم ودعوا عهود التجهيل والظلام إلى غير رجعة ، وصاروا يُحاجون أهلهم الكبار من البسطاء ويقارعونهم بمنطق سليم ومقنع .
. صحيح أن إعاقة تدفق السلع (من وإلى) بلدان أخرى يضر بإقتصاد أي دولة ، لكن يحدث ذلك عندما تكون هناك حكومة نزيهة ودولة بالمعنى الحقيقي للمفردة.
. فالدول المحترمة تتبع قوانين ونظم وإجراءات محددة في تبادلتها التجارية مع نظيراتها وتضمن تدفق صادراتها الإستراتيجية عبر القنوات الرسمية وبعد رفد خزائنها بالعملات الصعبة نظير هذه السلع الهامة.
. أما في حالتنا فكل سلعة إستراتيجية وهامة تخرج من هذا السودان لبعض بلدان الجوار لكي تدر هذه السلعة أموالاً لبعض النافذين والتجار الفاسدين دون أن يتدفق أي مليم أحمر في خزينة الدولة.
. فمن الذي يُخرب الاقتصاد بالله عليكم ، هل هم من يحكمون هذا البلد وأزلامهم (وكلابهم) ، أم هؤلاء الأشاوس الذين يحرسون الحدود في هذا البرد القارس!! .
. كيف نصف هؤلاء الرجال بالمخربين وهم يعيشون في دولة يقول وزير ماليتها أن إجراءات ٢٥ إكتوبر أضرت بالإقتصاد قبل أن يعتذر لرفاقه في (مؤامرة) جوبا عن عدم توفر المخصصات اللازمة لتنفيذ بنود (المؤامرة) التي يسميها سلاماً !! .
. أليس مدهشاً ومثيراً للقرف أن يتحدث رجل يصر على الاحتفاظ بمنصبه عن (لا حكومته) الانقلابية بهذا الشكل !! .
. طيب لما عارف أن إجراءات البرهان أضرت بالإقتصاد لِمَ لا تستقيل يا جبريل ، سيما أنك وزير مالية !! .
. هؤلاء (الكيزان) وبقية المفسدين الذين يتحلقون حولهم هم من يضرون بالإقتصاد الوطني .
. ليس هناك ضرراً أكبر من أن تمنح سلعك الإستراتيجية للآخرين بتراب القروش بينما يعاني شعبك الثري بموارده من شظف العيش.
. والمفارقة المدهشة أن كل الدول المستفيدة من أهم مواردنا وأكثرها جودة لا تفرط اطلاقاً في أي من سلعها الاستراتيجية.
. ففي الجارة أثيوبيا لا يسمحون لك وأنت مغادر عبر مطار أديس أبابا بحمل أكثر من عبوتين اثنتين فقط من البن المسحون في تلك العبوة التي لا تتجاوز الكيلو إن لم تخني الذاكرة.
. وهذا موقف حصل معي شخصياً ، حيث كنت ذات مرات بصدد شراء أربع عبوات من هذا البن ، إلا أن التاجر عندما علم بأنني أرغب في حملها للخارج نصحني قائلاً أنهم لن يسمحوا لي بحمل سوى عبوتين فقط عبر المطار .
. فلماذا نسمح نحن بخروج المئات من الشاحنات المحملة بكل منتج وسلعة سودانية كل يوم ! .
. ألا يحدث ذلك لأن مسئولينا لصوص وأرزقية وفاسدين !! .
. ثمة كلمات حق أخرى يريد بها أصحابها الباطل أيضاً حين يتحدثون عن طيبة المصريين وروابطنا التاريخية بشعوب كل من مصر وأثيوبيا وأريتريا وغيرهم .
. فليس لدى ثوارنا الذين يحرسون حدودهم أي عداء مع أي من هذه الشعوب .
. ولن يفرح أي منهم لتجويع شعوب هذه البلدان .
. لكن المطلوب فقط هو ألا يجوع أهلهم في السودان لكي تشبع شعوب هذه الدول .
. ومثلنا يقول ” الزيت لو ما كفى أهل البيت يحرم على الجيران”، فليس من العدل ولا الإنصاف أن يأكل مواطن مصري ، أثيوبي أو اريتري لحوماً سودانية بقيمة أقل مما يحصل عليها بها مواطن السودان .
. فلتأكل هذه الشعوب وتهنأ بمنتجاتنا ، ولنتبادل معهم السلع والمنتجات شريطة أن يحصل كل بلد على حقه المشروع .
. والمواطن المصري العادي يفهم تماماً ما يرمي له أبطال التروس السودانيين ولا عزاء لبعض أتباع الجارة من مواطنينا عديمي الوطنية الذين تهمهم مصالح الشعب المصري أكثر مما يشغلهم بني جلدتهم الذين يعانون في كل تفاصيل حياتهم .