صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

فولكر يطنطن وجمل الانقلاب ماشي

12

صباح محمد الحسن

بشفافية – حيدر المكاشفي
فولكر يطنطن وجمل الانقلاب ماشي

في الأنباء أن بعثة الأمم المتحدة لدعم المرحلة الانتقالية المعروفة اختصارا ب(يونيتامس)، طالبت السلطات باحترام الحق في التجمع. وانتقدت البعثة في تغريدة على تويتر أمس الأحد اعتقال رئيسة مبادرة لا لقهر النساء، أميرة عثمان، حيث قالت (تلقينا بغضب شديد نبأ اعتقال المدافعة عن حقوق المرأة، أميرة عثمان ليلة أمس ويشكل اعتقالها، ونمط العنف ضد النساء، تهديدا من شأنه تقليص المشاركة السياسية للمرأة في ‎السودان. وعلى السلطات احترام الحق في حرية التجمع)..وليست هذه المرة الأولى التي تطالب فيها يونيتامس السلطات بالكف عن انتهاك حقوق الانسان بل كررت هذه البعثة على لسان رئيسها فولكر مثل هذه المطالبات لمرات عديدة، مرات تطالب السلطة بالكف عن ممارسة العنف المفرط وقتل المتظاهرين السلميين، ومرات بالسماح للمتظاهرين بممارسة حقهم في التعبير دون أية مضايقات، ومرات تطالب بعدم اعتقال المحتجين واطلاق سراح المعتقلين منهم،
ومن كثرة ما ردد فولكر هذه المطالبات (الفشنك) حتى اعجزني احصاءها رغم ما بذلته من جهد لحصرها، والحقيقة أن فولكر ليس الوحيد الذي أكثر من مثل هذه المطالبات دون جدوى ودون أن تستجب لها السلطات الانقلابية، فقد رددت الولايات المتحدة الامريكية، ودول الترويكا، ودول الاتحاد الأوربي، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمنظمات الحقوقية، ذات مطالب فولكر دون أي مردود، اذ ظلت السلطات الانقلابية تمارس كل الانتهاكات التي طلب منها وقفها دون أن تعيرها اذنا صاغية، وانما ظلت سادرة في القتل والسحل والاعتقال والتعذيب، وكأني بها تقول لهم على طريقة القذافي (طظ فيكم)..

ان هذه المطالبات العقيمة (الفشوش) الانشائية، التي ظل يغرد بها فولكر، وتصدر بسببها الدول الكبرى والمنظمات الدولية البيانات الصحفية المنددة والمستهجنة، تظل بلا قيمة عند السلطات الانقلابية، بل وتتعامل معها على غرار مؤدى المثل الشعبي (الكلب ينبح والجمل ماشي)، فحكاية (الكلب ينبح والجمل ماشي) هي حكاية الرفض الضعيف الخجول الذي يقابل باللامبالاة، ولهذا يتوجب على فولكر وكل الناقمين على الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها السلطة الانقلابية، اما ان يرحمونا من هذه المطالبات الباهتة المملة بالكف عن ترديدها لأنها بلا معنى ولم تخدم أي غرض، أو تغييرها بما يجعل جمل الانقلاب يرعوي و(يبرك) ويتوقف عن المسير ويعود من حيث أتى،

وفي ذلك يقول مثل شعبي آخر (دق القراف خلي الجمل يخاف)، والقراف (بضم القاف وفتح الراء) هو قطعة من الجلد توضع أمام سرج الجمل يضرب عليها بالسوط لتحدث صوتا يخيف الجمل، وبغير ذلك سيظل جمل الانتهاكات يدوس باخفافه الثقيلة على كل حقوق الانسان، ويعير في المتظاهرين السلميين دهسا وقتلا غير عابئ ب(طنطنات) فولكر وغيره، فلسان حال السلطة الانقلابية يقول لهم هازئا ومستهترا (قولوا ما تشاؤون وسنفعل ما نريد)، وهذا هو الحاصل عمليا..
الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد