صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ما أسوأ أن تكون شعبا

14

بشفافية – حيدر المكاشفي

ما أسوأ أن تكون شعبا

العبارة أعلاه (ما أسوأ ان تكون شعبا)، هي عبارة مسجلة باسم منتجها ذلك (المطوفش) الذي روى حكايته مرة البروف عبد اللطيف البوني (سنأتي على ذكرها)، غير أن من قالها هذه المرة وان بطريقة غير مباشرة، هو عضو مجلس السيادة المعين ضمن آخرين بواسطة الانقلاب، فهو اذن ومهما كانت مبرراته وحججه سيظل في حكم التاريخ من داعمي الانقلاب وموطدي اقدامه، وهذا ليس موضوعنا فهو شأن يخصه وسيحسبه التاريخ عليه لا له بأي حال، اذ ان موضوعنا معه اليوم تلك الجزئية من حديثه الذي تداوله مع الزميل زهير السراج نشره أمس الأول في زاويته الموسومة (مناظير)، فقد ذكر دكتور عبد الباقي عضو مجلس السيادة الانقلابي ضمن ما ذكر، تبريرا لسحبه استقالته التي كان اعلنها وسرعان ما سحبها وعاد لكرسيه السيادي الملطخ بدماء شهداء الانقلاب، أنه سحب الاستقالة وعاد لموقعه لأنه يرى على حد ما قال أن وجوده في المجلس أفضل من الادلاء برأيه كمواطن عادي على وسائل التواصل الاجتماعي ربما لا يجد ما يكتبه الاستجابة من الأجهزة الرسمية، وبقوله هذا كأني به يقول ان السلطة الانقلابية غير آبهة برأي الجماهير ولن تعيرها اذنا،وكأني به من جهة أخرى يقول ان الناس كل الناس لن يكون لهم رأي مسموع الا اذا كانوا أعضاء مثله في مجلس السيادة، فهل هذا معقول ان يكون كل الشعب أعضاء في مجلس السيادة حتى يكون لهم رأي مسموع..

ان ما ذكره هذا العضو السيادي يكشف بجلاء عقلية السادة السلطويين ونرجسيتهم الطاغية، القاعدة عندهم أنهم سادة يخدمون عبيدا وليس العكس المفترض أن يكون، على رأي المثل الدارفوري (سيد جنقور في فاشر ولا عندو رأي)، السلطويون هم السادة الاعزاء أصحاب الرأي والمشورة والجمهور ما هم الا مجموعة من المندعرين الذين لا يؤبه بهم وبما يقولون وما يدلون به من آراء، ولعل هذا أيضا ما يكشف بجلاء استهانة الانقلابيين بأصوات الملايين التي ما انفكت وستظل ترفض الانقلاب، وظلت تتدفق الى الشوارع يوما بعد آخر في مختلف أرجاء البلاد معلنة عن آراء معروفة ومطالب محددة، ولكن الانقلابيين على رأي عضو مجلسهم السيادي لن يسمعوهم لأنهم ليسوا من مؤيدي الانقلاب، وليس منهم أعضاء فيه، دعك من ذلك بل ان الانقلابيين عسكريين ومدنيين لم ولن يحسوا بوخزة ضمير ولو طفيفة عن قتلهم مايربو على الستين شهيدا، وكل ذلك من اجل السلطة التي قال عنها رسولنا الكريم أنها أمانة وأنها يوم القيامة خزي وندامة، الا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها، وهل من حق السلطة ان تقتل ستين شهيدا من أجلها، وهذا أيضا ما قال فيه رسولنا الكريم اجابته الشافية الكافية، اذ قال في حديث آخر أنكم ستحرصون على الأمارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة..وعطفا على حديث عضو مجلس السيادة الانقلابي مقرؤوا مع حكاية المطوفش التي عززها عضو السيادي، تتأكد مقولة المطوفش (ما أسوأ ان تكون شعبا)، والحكاية رواها الحبيب البروف البوني (أين هو الآن)، البوني قال أنه وجد ذات يوم هذا المطوفش يحتل احدى صواني الحركة وهو يدور حولها ويصرخ في السابلة والراكبين بصوت عال (ما أسوأ أن تكون شعبا)..

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد